واتباع وجهات النظر الخاصة، فلو تخلى الناس - وعلى الأخص العلماء منهم - عن التعصب، والحقد، وضيق النظر، والمصالح الخاصة، وتجاوز الحدود، والاعتداء على الحقوق، وتعمقوا في دراسة أحكام الله بنظرة واقعية وبروح من العدالة، فسيرون محجة الحق منيرة وسيستطيعون حل الاختلافات بسرعة.
وهذه الآية في الواقع رد دامغ على الذين يقولون: " إن الدين هو سبب الخلافات إراقة الدماء بين البشر على امتداد التاريخ ".
هؤلاء يخلطون بين " الدين " و " التعصب الديني " والانحرافات الفكرية.
فنحن إذا درسنا تعاليم الأديان السماوية نجد أنها جميعا تسعى لتحقيق هدف واحد، وكلها جاءت من أجل سعادة الإنسان، وإن كان قد تكاملت تدريجيا على مرور الزمن.
الأديان السماوية أشبه في الواقع بقطرات المطر النازلة من السماء حيث تكمن فيها الحياة، ولكنها إذا نزلت على الأراضي السبخة، كالأرض المالحة، اكتسبت صبغة هذه الأرض. فهذه الاختلافات ليست من قطرات المطر، بل هي من تلك الأراضي. ولكن من حيث مبدأ التكامل، فإن آخر تلك الأديان يكون أكملها.
* * *