والشكل بالكسر: النظير في الحسن، وهو الدل أيضا. والاقتحام: الدخول في الشئ بشدة وصعوبة. قال أبو عبيدة: قولهم لا مرحبا به أي: لا رحبت عليه الأرض وقال القتيبي قولهم مرحبا بك أي: أتيت رحبا وسعة، قال النابغة:
لا مرحبا بغد، ولا أهلا به، * إن كان تفريق الأحبة في غد الاعراب: (هذا): مبتدأ و (حميم): خبره، و (غساق): معطوف عليه.
و (فليذوقوه): خبر بعد خبر، والتقدير: هذا حميم وغساق فليذوقوه. ويجوز أن يكون هذا فليذوقوه مبتدأ وخر، و (حميم) خبر مبتدأ محذوف أي: هو حميم.
ويجوز أن يكون (هذا) في موضع نصب بفعل مضمر، يفسره هذا الظاهر.
المعنى: لما بين سبحانه أحوال أهل الجنة، وما أعد لهم من جزيل الثواب، عقبه ببيان أحوال أهل النار، وما لهم من أليم العذاب فقال: (هذا) أي: ما ذكرناه للمتقين. ثم ابتدأ فقال: (وإن للطاغين) الذين طغوا على الله، وكذبوا رسله (لشر مآب) وهو ضد مآب المتقين. ثم فسر ذلك فقال: (جهنم يصلونها) أي:
يدخلونها فيصيرون صلاء لها. (فبئس المهاد) أي: فبئس المسكن، وبئس المهد.
(هذا فليذوقوه حميم وغساق) أي: هذا حميم وغساق فليذوقوه، عن الفراء، والزجاج، وقيل معناه: هذا الجزاء للطاغين فليذوقوه. وأطلق عليه لفظ الذوق لان الذائق يدرك الطعم بعد طلبه، فهو أشد إحساسا به. والحميم: الماء الحار. والغساق: البارد الزمهرير، عن ابن مسعود، وابن عباس. فيكون المعنى:
إنهم يعذبون بحار الشراب الذي انتهت حرارته، وببارد الشراب الذي انتهت برودته، فببرده يحرق كما يحرق النار. وقيل: إن الغساق عين في جهنم يسيل إليهم سم كل ذات حمة، من حية وعقرب، عن كعب. وقيل: هو ما يسيل من دموعهم يسقونه مع الحميم، عن السدي. وقيل: هو القيح الذي يسيل منهم، يجمع ويسقونه، عن ابن عمر، وقتادة. وقيل: هو عذاب لا يعلمه إلا الله، عن الحسن.
(وآخر) أي: وضروب أخر (من شكله) أي: من شكل هذا العذاب وجنسه (أزواج) أي: ألوان وأنواع متشابهة في الشدة، لا نوع واحد (هذا فوج مقتحم معكم) ههنا حذف أي: يقال لهم هذا فوج، وهم قادة الضلالة إذا دخلوا النار، ثم يدخل الاتباع فيقول الخزنة للقادة: هذا فوج أي: قطع من الناس، وهم الاتباع