خير فيكون كالأقيال جمع قيل. وهذا مثل قوله (ولقد اخترناهم على علم على العالمين).
(واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل) أي: اذكر لامتك هؤلاء أيضا، ليقتدوا بهم، ويسلكوا طريقتهم، وقد تقدم ذكرهم (وكل من الأخيار) قد اختارهم الله للنبوة (هذا ذكر) أي: شرف لهم، وذكر جميل، وثناء حسن، يذكرون به في الدنيا أبدا (وإن للمتقين لحسن مآب) أي: حسن مرجع ومنقلب، يرجعون في الآخرة إلى ثواب الله ومرضاته.
ثم فسر حسن المآب بقوله: (جنات عدن) فهي في موضع جر على البدل أي: جنات إقامة وخلود (مفتحة لهم الأبواب) أي: يجدون أبوابها مفتوحة حين يردونها، ولا يحتاجون إلى الوقوف عند أبوابها حتى تفتح. وقيل: معناه لا يحتاجون إلى مفاتيح، بل تفتح بغير مفتاح، وتغلق بغير مغلاق. قال الحسن: تكلم يقال انفتحي انغلقي. وقيل: معناه أنها معدة لهم، غير ممنوعين منها، وإن لم تكن أبوابها مفتوحة قبل مصيرهم إليها، كما يقول الرجل لغيره: متى نشطت لزيارتي، فالباب مفتوح، والدست مطروح (1).
(متكئين فيها) أي: مستندين فيها إلى المساند، جالسين جلسة الملوك (يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب) أي: يتحكمون في ثمارها وشرابها، فإذا قالوا لشئ منها: أقبل حصل عندهم. (وعندهم قاصرات الطرف) أي: وعندهم في هذه الجنان أزواج قصرن طرفهن على أزواجهن، راضيات بهم ما لهن في غيرهم رغبة. والقاصر: نقيض الماد، يقال فلان قاصر طرفه عن فلان، وماد عينه إلى فلان. قال امرؤ القيس:
من القاصرات الطرف، لو دب محول * من الذر فوق الأتب منها لأثرا (2) (أتراب) أي: أقران على سن واحد، ليس فيهن عجوز، ولا هرمة. وقيل: