وروى الحافظ بالإسناد عن عبد الله بن أبي أوفى قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الأحزاب فقال. (اللهم أنت منزل الكتاب، سريع الحساب، اهزم الأحزاب.
اللهم اهزمهم وزلزلهم). وعن أبي هريرة: أن رسول الله (ص) كان يقول: (لا إله إلا الله وحده وحده، أعز جنده، ونصر عبده، وغلب الأحزاب وحده، فلا شئ بعده). وعن سليمان بن صرد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين أجلى عنه الأحزاب:
(الآن نغزوهم ولا يغزوننا) فكان كما قال صلى الله عليه وآله وسلم. فلم تغزهم قريش بعد ذلك، وكان هو يغزوهم حتى فخ عليهم مكة.
(هنا لك ابتلى المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا (11) وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا (12) وإذ قالت طائفة منهم يأهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا (13) ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لا توها وما تلبثوا بها إلا يسيرا (14) ولقد كانوا عهدوا الله من قبل لا يولون الأدبر وكان عهد الله مسؤولا (15) قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا (16) قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا (17) قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا (18) أشحة عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعملهم وكان ذلك على الله يسيرا (19) يحسبون الأحزاب لم يذهبوا وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بأدون في الأعراب يسئلون عن أنبائكم ولو كانوا فيكم ما قتلوا إلا قليلا (20).