القراءة: قرأ أبو عمرو في رواية أوقية، وأبي شعيب السوسي، وأبي عمرو الدوري، عن اليزيدي، عنه. وحمزة وفي رواية العجلي: (يرضه لكم) ساكنة الهاء. وقرأ ابن كثير وابن عامر والكسائي وخلف ونافع برواية إسماعيل، وأبو بكر برواية البرجمي: (يرضه مضمومة) الهاء مشبعة. وقرأ الباقون بضم الهاء، مختلسة غير مشبعة. وقرأ ابن كثير ونافع وحمزة: (أمن هو قانت) خفيفة الميم. والباقون بتشديد الميم.
الحجة: قال أبو علي: حجة من قرأ (يرضهو) فألحق الواو: أن ما قبل الهاء متحرك، فيكون بمنزلة ضربهو، وهذا لهو. ومن قال (يرضه) فحرك الهاء، ولم يلحق الواو: أن الألف المحذوفة للجزم، ليس يلزم حذفها، لأن الكلمة إذا نصبت، أو رفعت، عادت الألف، فصار الألف في حكم الثابت. فإذا ثبت الألف فالأحسن أن لا يلحق الواو نحو قوله: (ألقى موسى عصاه)، وذلك أن الهاء خفيفة، فلو لحقتها الواو، وقبلها الألف، لأشبه الجمع بين الساكنين. وأما من أسكن فقال (يرضه لكم)، فإن أبا الحسن يزعم أن ذلك لغة. وعلى هذا قوله: (ونضواي مشتاقان له أرقان) (1).
ومن قرأ (أم من هو قانت) ففيه وجهان أحدهما: إن المعنى الجاحد الكافر خير، أم من هو قانت؟ ويدل على المحذوف قوله (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)، ودل عليه أيضا قوله: (قل تمتع بكفرك قليلا) وقد تقدم ذكره والآخر إن المعنى: قل أمن هو قانت كغيره أي: أمن هو مطيع كمن هو عاص؟
ويكون على هذا، الخبر محذوفا لدلالة الكلام عليه، كقوله تعالى: (أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت). (أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب).
وأما من خفف فقال (أمن هو قانت)، فالمعنى أيضا أم من هو قانت كمن هو بخلاف هذا الوصف. فلا وجه للنداء هنا، لأن هذا موضع معادلة. وإنما يقع فيه الحمل الذي يكون فيه أخبار، وليس النداء كذلك. وقال: أبو الحسن: القراءة بالتخفيف ضعيفة، لأن الاستفهام إنما يبتدئ ما بعده، ولا يحمل على ما قبله.