لذكرى لأولي الألباب (21) أفمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلل مبين (22) الله نزل أحسن الحديث كتبا متشبها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدى به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد (23) أفمن يتقى بوجهه سوء العذاب يوم القيمة وقيل للظالمين ذوقوا ما كنتم تكسبون (24) كذب الذين من قبلهم فأتهم العذاب من حيث لا يشعرون (25)).
اللغة: الينابيع: جمع ينبوع، وهو الموضع الذي ينبع منه الماء، يقال: نبع الماء من موضع كذا: إذا فار منه. والزرع: ما ينبت على غير ساق. والشجر: ما له ساق وأغصان، والنبات يعم الجميع. وهاج النبت يهيج هيجا: إذا جف وبلغ نهايته في اليبوسة. والحطام: فتات التبن والحشيش. والحطم: الكسر للشئ اليابس، ومنه سميت جهنم: حطمة، لأنها تكسر كل شئ. ومنه الحطيم بمكة.
قال النضر: لأن البيت رفع وترك ذلك محطوما، وهو حجر الكعبة مما يلي الميزاب.
الاعراب: (أفمن شرح الله صدره) من مع صلته: مبتدأ. والخبر محذوف تقديره: أفمن شرح الله صدره كمن قسا قلبه من ذكر الله أي: من ترك ذكر الله لأن القلب إنما يقسو من ترك ذكر الله. ويجوز أن يكون تشمئز عند ذكر الله، فيقال:
قست من ذكر الله أي: من ذكر الناس لله. (كتابا): منصوب لأنه بدل من قوله:
(أحسن الحديث).
المعنى: لما قدم سبحانه ذكر الدعاء إلى التوحيد، عقبه بذكر دلائل التوحيد، فقال يخاطب نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، وإن كان المراد جميع المكلفين: (ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء) أي: مطرا (فسلكه) أي: فادخل ذلك الماء (ينابيع في الأرض) مثل العيون والأنهار والقني والآبار، ونظيره قوله: (وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض). (ثم يخرج به) أي: بذلك الماء من الأرض (زرعا مختلفا ألوانه) أي: صنوفه من البر والشعير والأرز، وغير ذلك يقال: هذا لون من الطعام أي: