إذا لسعته النحل، لم يرج لسعها، وحالفها في بيت نوب عواسل (1) والمعنى: من كان يخشى البعث، ويخاف الجزاء، والحساب، أو يأمل الثواب، فليبادر بالطاعة قبل أن يلحقه الأجل. (فإن أجل الله لات) أي: الوقت الذي وقته الله للثواب والعقاب جاء لا محالة (وهو السميع) لأقوالكم (العليم) بما في ضمائركم.
(ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغنى عن العالمين (6) والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون (7) ووصينا الانسان بولديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما إلى مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون (8) والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين (9) ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ولن جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم أوليس الله بأعلم بما في صدور العالمين (10).
الاعراب: (حسنا): مفعول فعل محذوف تقديره: ووصينا الانسان بأن يفعل بوالديه حسنا، أي: ما يحسن (ما ليس لك به علم): موصول وصلة في موضع نصب بأنه مفعول (تشرك).
النزول: قال الكلبي: نزلت الآية الأخيرة في عياش بن أبي ربيعة المخزومي، وذلك أنه أسلم، فخاف أهل بيته، فهاجر إلى المدينة قبل أن يهاجر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فحلفت أمه أسماء بنت مخزمة بن أبي جندل التميمي، أن لا تأكل، ولا تشرب، ولا تغسل رأسها، ولا تدخل كنا (2)، حتى يرجع إليها. فلما رأى ابناها أبو جهل والحرث ابنا هشام، وهما أخوا عياش لأمه، جزعها، ركبا في طلبه حتى أتيا المدينة، فلقياه، وذكرا له القصة. فلم يزالا به حتى أخذ عليهما المواثيق أن لا يصرفاه عن