وروي عن ثابت البناني قال: إن رجلا أعتق أربع رقاب، فقال رجل آخر:
سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر. ثم دخل المسجد، فأتى حبيب بن أوفى السلمي وأصحابه، فقال: ما تقولون في رجل أعتق أربع رقاب، وإني أقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فأيهما أفضل؟
فنظروا هنيهة، فقالوا: ما نعلم شيئا أفضل من ذكر الله. وعن معاذ بن جبل قال: ما من عمل آدمي عمل أنجى له من عذاب الله من ذكر الله، عز وجل. وقيل: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد، فإن الله، عز وجل، يقول (ولذكر الله أكبر). وعنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: (أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله، عز وجل). وقال صلى الله عليه وآله وسلم: يا معاذ! إن السابقين الذين يسهرون بذكر الله، عز وجل، ومن أحب أن يرتع في رياض الجنة، فليكثر ذكر الله عز وجل). وروي عن عطا بن السائب، عن عبد الله بن ربيعة، قال: قال ابن عباس. أرأيت قول الله عز وجل (ولذكر الله أكبر) قال قلت: ذكر الله بالقرآن حسن، وذكره بالصلاة حسن، وبالتسبيح والتكبير والتهليل حسن، وأفضل من ذلك أن يذكر الرجل ربه عند المعصية، فينحجز عنها، فقال ابن عباس: لقد قلت قولا عجيبا، وما هو كما قلت، ولكن ذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه (والله يعلم ما تصنعون) من خير وشر، فيجازيكم بحسبه.
(* ولا تجادلوا أهل الكتب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم وحد ونحن له، مسلمون (46) وكذلك أنزلنا إليك الكتب فالذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به ومن هؤلاء من يؤمن به وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون (47) وما كنت تتلوا من قبله من كتب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون (48) بل هو آيات بينت في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون (49) وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين (50).