بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين (2) الا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم الا ليقربونا إلى الله زلفى ان الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون ان الله لا يهدى من هو كذب كفار (3) لو أراد الله ان يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار (4) خلق السماوات والأرض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كل يجرى لأجل مسمى الا هو العزيز الغفر (5)).
اللغة: التكوير: طرح الشئ بعضه على بعض، يقال: كور المتاع: إذا ألقى بعضه على بعض، ومنه كور العمامة.
الاعراب: (تنزيل): مبتدأ، وخبره (من الله) أي: تنزيل الكتاب من الله، لا من غيره، كما تقول استقامة الناس من الأنبياء أي: إنها لا تكون إلا منهم.
ويجوز أن يكون (تنزيل الكتاب) خبر مبتدأ محذوف، والتقدير: هذا تنزيل الكتاب. فعلى هذا يجوز أن يكون (من الله) خبرا بعد خبر. ويجوز أن يكون في موضع نصب، لأنه يتعلق بتنزيل. (بالحق): مفعول (أنزلنا). ويجوز أن يكون في موضع الحال، والتقدير: أنزلنا الكتاب محقين، أو محقا. فيكون ذو الحال نا من (أنزلنا) أو (الكتاب). (زلفى): في موضع نصب على المصدر، والتقدير:
ليقربونا قربى. والتقدير: يقولون ما نعبدهم إلا ليقربونا. فيكون يقولون خبر الذين اتخذوا، لأنه مبتدأ، أو يكون حالا من الضمير في اتخذوا. ويكون الخبر قوله:
(إن الله يحكم بينهم) (يكور): يحتمل أن يكون حالا، ويحتمل أن يكون استئناف كلام، فلا يكون له محل.
المعنى: عظم الله سبحانه أمر القرآن، وحث المكلفين على القيام بما فيه، واتباع أوامره ونواهيه، بان قال: (تنزيل الكتاب من الله العزيز) المتعال عن المثل والشبه، (الحكيم) في أفعاله وأقواله. فوصف هنا نفسه بالعزة، تحذيرا من مخالفة كتابه، وبالحكمة إعلاما بأنه يحفظه حتى يصل إلى المكلفين من غير تغيير لشئ