مثل قنو واقناء، وحنو واحناء. وإذا صغرته قلت سمي، قال الراجز:
باسم الذي في كل سورة سمه والسمة أيضا - ذكره أبو زيد وغيره وقيل إنه مشتق من وسمت وذلك غلط لان ما حذفت واو الفعل منه لا يدخله الف الوصل: نحو عدة ووعد، وزنه ووزن. لما حذفت الفاء لم تدخل عليه الألف وأيضا كان يجب إذا صغران يرد الواو فيقال: وسيم، كما يقال وعيدة ووزينة ووصيلة في تصغير عدة وزنه وصلة. والامر بخلافه وحكي عن ابن كيسان أنه قال: انه لقب فلذلك ابتدئ به واتبع بالرحمن لأنه يختصه ثم بالرحيم لأنه يشاركه فيه غيره والصحيح انه ليس بلقب لان اللقب إنما يجوز على من تجوز عليه الغيبة والحضور وهما لا يجوزان عليه ولأنه يمكن وصفه بصفة لا يشاركه فيها غيره ولا معنى للقب لأنه عيب والصحيح انه اسم مقيد لكنه لا يطلق إلا عليه تعالى وقيل في معناها قولان:
أحدهما - ان أصله لاه كما قال الشاعر:
كحلقة من أبي رياح * يسمعها لاهه الكبار فادخل عليه الألف واللام والثاني:
ان أصله إله فأدخلت عليه الألف واللام ثم خففت الهمزة وأدغمت احدى اللامين في الأخرى فقيل: الله وإله معناه يحق العبادة وإنما يحق له العبادة لأنه قادر على خلق الأجسام واحيائها والانعام عليها بما يستحق به العبادة ولذلك يوصف فيما لم يزل بأنه إله ولا يجوز أن يكون إلها للاعراض ولا للجوهر لاستحالة ان ينعم عليها بما يستحق به العبادة وهو إله الأجسام: حيوانها وجمادها لأنه قادر على أن ينعم على كل جسم بما معه العبادة وليس الاله من يستحق العبادة، لأنه لو كان كذلك لما وصف فيما لم يزل بأنه إله لأنه لم يفعل الانعام الذي يستحق به العبادة ومن قال: انه إله للجماد فقد أخطأ لما قلناه من أنه عبارة عمن يستحق العبادة وهو انه قادر على أصول النعم التي يستحق بها