مشتقا، بل يكون علما أو اسم جنس وإنما قالوا: إن جميعهم ليسوا رسل الله لقوله تعالى: (يصطفي من الملائكة رسلا) (1) فلو كانوا جميعا رسلا، لكانوا جميعا مصطفين، لان الرسول لا يكون إلا مختارا مصطفى وكما قال: (ولقد اخترناهم على علم على العالمين) (2) وقوله: (اني جاعل) أي فاعل وخالق وهما يتقاربان قال الرماني: حقيقة الجعل: تصيير الشئ على صفة والاحداث حقيقة: إيجاد الشئ بعد أن لم يكن موجودا والخليقة: الفعيلة من قولهم: خلف فلان فلانا في هذا الامر: إذا قام مقامه فيه بعده، لقوله تعالى: (ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعلمون) (3) يعني بذلك: أبدلكم في الأرض منهم، فجعلكم خلفا في الأرض من بعدهم وسمي الخليفة خليفة من ذلك، لأنه خلف من كان قيله، فقام مقامه الخلف - بتحريك اللام - يقال: فيمن كان صالحا - وبتسكين اللام - إذا كان طالحا قال الله تعالى (فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة) وروي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: ينقل هذا العلم من كل خلف عدوله وقال قوم: سمى الله تعالى آدم خليفة، لأنه جعل آدم وذريته خلفاء الملائكة، لان الملائكة كانوا سكان الأرض وقال ابن عباس: انه كان في الأرض الجن، فأفسدوا فيها، وسفكوا الدماء، فاهلكوا، فجعل الله آدم وذريته بدلهم وقال الحسن البصري: إنما أراد بذلك قوما يخلف بعضهم بعضا من ولد آدم الذين يخلفون أباهم آدم في إقامة الحق وعمارة الأرض وقال ابن مسعود: أراد أني جاعل في الأرض خليفة يخلفني في الحكم بين الخلق، وهو آدم، ومن قام مقامه من ولده وقيل إنه يخلفني في انبات الزرع واخراج الثمار، وشق الأنهار وقيل إن الأرض أراد بها مكة، روي ذلك عن ابن سارط، أن النبي صلى الله عليه وآله قال: دحيت الأرض من مكة ولذلك سميت أم القرى قال: دفن نوح وهود وصالح وشعيب
(١٣١)