أكثر من ذلك. وظمؤها: منعها الماء. ونسأت الماشية تنسأ نسأ: إذا سمنت. وكل سمين ناسئ، تأويلها ان جلودها نسأت اي تأخرت عن عظامها، قاله الزجاج، قال غيره:
إنما قيل ذلك لأنها تأخرت في المرعى حتى سمنت، ونسأت المرأة تنسئ نسأ إذا تأخر حيضها عن وقته، ورجي حملها، ويقال: أنسأت فلانا البيع (1) ونسأ الله في اجل فلان، وأنسأ الله اجله إذا أخر اجله. والنسئ تأخر الشئ، ودفعه عن وقته، ومنه قوله تعالى: " إنما النسئ زيادة في الكفر " (2) وهو ما كانت العرب تؤخر من الشهر الحرام في الجاهلية. ونسأت اللبن أنسؤه نسأ إذا اخذت حليبا وصببت عليه الماء، واسم ذلك: النسئ، والنسئ هذا سمي بذلك، لأنه إذا خالطه الماء أخر بعض اجزاء اللبن عن بعض قال الشاعر:
سقوني النس ء ثم تكنفوني * عداة الله من كذب وزور (3) ويقال للعصاة المنسأة، لأنها ينسأ بها، أي يؤخر بها ما يساق عن مكانه، ويدفع بها الانسان عن نفسه ونسأت ناقتي إذا رفعتها في السير واصل الباب التأخير.
المعنى:
وقال الحسن في قوله: " ما ننسخ من آية أو ننسها " ان نبيكم صلى الله عليه وآله أقرئ قرآنا ثم نسيه، فلم يكن شيئا. ومن القرآن ما قد نسخ وأنتم تقرأونه. وقال ابن عباس " ما ننسخ من آية " أي ما نبدل من آية، ومن قرأ ننسأها بالهمز فان معناه نؤخرها (4) من قولك هذا الامر أنسؤه نساء إذا أخرته وبعته بنسأ أي بتأخير، وهو قول عطا وابن أبي نجيح، ومجاهد، وعطية وعبيد بن عمير. وعلى هذا يحتمل نؤخرها أمرين. أحدهما فلا ننزلها وننزل بدلا منها ما يقوم مقامها في المصلحة، أو ما يكون أصلح للعباد منها. وهذا ضعيف لأنه لا فائدة في تأخير