الفقهاء، منهم فقيه أهل البيت الشيخ محمد حسن صاحب " الجواهر " النجفي وغيره وقد لاحظته منذ نصف قرن أو أكثر فكان الذين يؤمون الناس فيه من أهل الصلاح والتقى المعروفين، منهم الحجة الأخلاقي جمال السالكين الشيخ أغا رضا التبريزي فقد كان يقيم فيه الجماعة ليلا مع كثير من خواص أهل العلم والفضلاء، وكنا نحظى بذلك التوفيق إلى ان هاجر إلى سامراء وكان آخرهم العلامة التقي السيد محمد الخلخالي، وبعد وفاته بقليل رغب إلي ولده الفاضل الجليل السيد علي أن أؤم الناس هناك بعد أن كنت أقيم الجماعة في الرواق المطهر، فأجبت طلبه وكنت أصلي فيه إلى هذه الأواخر، وقد وفق لفرشه التاجر الوجيه ابن عمنا الحاج محمد المحسني نزيل طهران فقدم له خمس قطع من الفرش المتعارف في الصحن الشريف والمساجد الشريفة وقد جعل ولايتها بيدنا ما دمنا في قيد الحياة كما كتب ذلك عليها، وتبعه الوجيه الحاج محمد تقي القناد الطهراني من أرحامنا أيضا بخمس قطع وتبعهما جمع آخر من كرمانشاه حتى كمل فرش المسجد بتوفيق الله، وكانت صلاتنا فيه وقت المغرب فقط، وأما صلاة الصبح فنقيمها في (مسجد الهندي) خوفا من مضايقة الزوار، وفي الصيف الماضي تغلب علينا الضعف فانقطعنا عن الرواح لعدم تمكننا من الصعود إلى السطح فتبرع الوجيه الحاج ناجي گعويل بشراء عدة مراوح سقيفة لتلطيف الجو وعدم الاحتياج للصعود إلى السطح، فعاودناه ثانيا، وكان عامرا بالمؤمنين والصلحاء من أهل العلم والمهن، حتى اتفقت حادثتنا في ليلة عاشورا هذه السنة - 1376 - وقد اثرت على العمود الفقري وبقينا على فراش المرض عدة شهور، ثم لما تحسنت صحتنا لم تعد كما كانت عليه سابقا كما هو مقتضى السن والمزاج، ولما رغب في صلاتنا بعض المؤمنين من خواصنا صرنا نقيمها في (المسجد الطريحي) لقربه من دارنا، ولم نزل هناك حتى يقضي الله بقضائه الذي لا مرد له، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وموقع مسجد الشيخ في محلة المشراق من الجهة الشمالية للصحن المرتضوي الشريف وسمي باب الصحن المنتهي إلى مرقده ب (باب الطوسي)، وقد طرأت عليه بعد عمارته الأولى عمارتان، حسبما نعلم إحداهما في حدود سنة 1198 ه وذلك