يريد (ببنيتها): علوها والثاني - أن سماء البيت لما كان قد يكون بناء وغير بناء: إذا كان من شعر أو وبر أو غيره قيل جعلها بناء ليدل على العبرة برفعها وكانت المقابلة في الأرض والسماء باحكام هذه بالفرش وتلك بالبناء وقوله: (من السماء) أي من ناحية السماء قال الشاعر:
أمنك البرق أرقبه فهاجا أي من ناحيتك فبناء السماء على الأرض كهيئة القبة وهي سقف على الأرض وإنما ذكر السماء والأرض فيما عد عليهم من نعمه التي أنعمها عليهم لان فيها أقواتهم وأرزاقهم ومعايشهم وبها قوام دنياهم وأعلمهم أن الذي خلقهما وخلق جميع ما فيهما من أنواع النعم هو الذي يستحق العبادة والطاعة والشكر دون الأصنام والأوثان التي لا تضر ولا تنفع وقوله: (وأنزل من السماء ماء): يعني مطرا فاخرج بذلك المطر مما أنبتوه في الأرض من زرعهم وغروسهم ثمرات رزقا لهم وغذاء وقوتا تنبيها على أنه هو الذي خلقهم وأنه الذي يرزقهم ويكلفهم دون من جعلوه ندا وعدلا من الأوثان والآلهة ثم زجرهم أن يجعلوا له ندا مع علمهم بان ذلك كما أخبرهم وانه لا ند له ولا عدل ولا لهم نافع ولا ضار ولا خالق ولا رازق سواه بقوله: " فلا تجعلوا لله أندادا " والند: العدل والمثل قال حسان بن ثابت:
أتهجوه ولست له بند * فشر كما لخير كما الفداء (1) أي لست له بمثل ولا عدل وقال جرير:
أتيما تجعلون إلي ندا * وما تيم لذي حسب نديد وقال مفضل بن سلمة الند: الضد والندود: الشرود كما يند البعير ويوم التناد: يوم التنافر والتنديد: التقليل والفراش: البساط والفرش: البسط فرش يفرش فرشا وافترش افتراشا وفراش الرأس: طرائق رقاق من القحف