عليها " والهمزة نحو قوله: " غثاء أحوى " (1) والخاء والغين يجوز إخفاؤهما عندهم على ضعف فيه من قوله: " والمنخنقة " و (نارا خالدا) (فان خفتم) (من خلفهم) و (ميثاقا غليظا) (2) (ماء غدقا) (3) (قولا غير الذي) (4) قال الفراء: أهل العراق يبينون وأهل الحجاز يخفون وكل صواب فان قيل: إذا قلتم: ان الله ختم على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم فكيف يكونون قادرين على الايمان؟ قيل: يكونون عليه لان الختم والغشاوة ليسا بشئ يفعلهما الله تعالى في القلب والعين يصد بهما عن الايمان ولكن الختم شهادة على ما فسرناه من الله عليهم بأنهم لا يؤمنون وعلى قلوبهم بأنها لا تعي الذكر ولا تعي الحق وعلى اسماعهم بأنها لا تصغي إلى الحق وهذا إخبار عمن يعلم منه أنه لا يؤمن والغشاوة هي " إلفهم الكفر بحبهم له " (5) ولم يقل تعالى:
إنه جعل على قلوبهم بل أخبر انه كذلك ومن قرأ بالنصب - وإن كان شاذا - يحتمل أن يكون أراد معنى قوله: ان السورة زادتهم رجسا إلى رجسهم والسورة لم تزدهم ولكنهم ازدادوا عندها وسنوضح ذلك فيما بعد إن شاء الله تعالى (ولهم عذاب عظيم) تقديره: ولهم بما هم عليه من خلافك عذاب عظيم وحكي ذلك عن ابن عباس وأصل العذاب الاستمرار بالشئ يقال: عذبه تعذيبا: إذا استمر به الألم وعذب الماء عذوبة: إذا استمر في الحلق وحمار عاذب وعذوب: إذا استمر به العطش فلم يأكل من شدة العطش وفرس عذوب مثل ذلك والعذوب الذي ليس بينه وبين السماء ستر وأعذبته عن الشئ بمعنى فطمته وعذبة السوط طرفه والعذاب استمرار الألم وأصل العظم عظم الشخص ومنه عظيم الشأن الغني بالشئ عن غيره