لقد أسمعت لو ناديت حيا * ولكن لا حياة لمن تنادي أي كأنه لا حياة فيه والختم آخر الشئ ومنه قوله تعالى: (ختامه مسك) (1) ومنه: خاتم النبيين أي آخرهم ومنه: ختم الكتاب لأنه آخر حال الفراغ منه والختم الطبع والخاتم الطابع وما يختم الله على القلوب من السمة والعلامة التي ذكرناها ليست بمانعة من الايمان كما أن ختم الكتاب والظرف والوعاء لا يمنع من أخذ ما فيه وحكي عن مجاهد أنه قال: الرين أيسر من الطبع والطبع أيسر من الختم ومن الاقفال والقفل أشد من ذلك وقيل: إن قوله تعالى: (ختم الله) إخبار عن تكبرهم وإعراضهم عن الاستماع لما دعوا إليه من الحق كما يقال: فلان أصم عن هذا الكلام إذا امتنع عن سماعه ورفع نفسه عن تفهمه والغشاوة: الغطاء وفيها ثلاث لغات: فتح الغين وضمها وكسرها وكذلك غشوة فيها ثلاث لغات ويقال: تغشاني السهم إذا تجلله وكل ما اشتمل على شئ مبني على فعالة كالعمامة والقلادة والعصابة وكذلك في الصناعة كالخياطة والقصارة والصباغة والنساجة غير ذلك وكذلك من استولى على شئ كالخلافة والامارة والإجارة وغير ذلك قال أبو عبيدة: (وعلى سمعهم) معناه على اسماعهم ووضع الواحد موضع الجمع لأنه اسم جنس كما قال: (يخرجكم طفلا) (2) يعني أطفالا ويجوزان يكون أراد موضع سمعهم فحذف لدلالة الكلام عليه ويجوز أن يكون أراد المصدر لأنه يدل على القليل والكثير فمن رفع التاء قال: الكلام الأول قد تم عند قوله:
(وعلى سمعهم) واستأنف: (وعلى أبصارهم غشاوة) وتقديره: وغشاوة على أبصارهم ومن نصب قدره يعني: جعل على أبصارهم غشاوة كما قال الشاعر: