علفتها تبنا وماء باردا وقال الآخر:
متقلدا سيفا ورمحا لما دل الكلام الأول عليه فإذا لم يكن في الكلام ما يدل عليه لا يجوز إضماره ويجوز أن ينصب بالفعل الأول الذي هو الختم ولان الختم لا يطلق على البصر كما ذكر في قوله تعالى: (وختم على سمعه وقلبه) ثم قال:
(وجعل على بصره غشاوة) (1) فلم يدخل المنصوب في معنى الختم وقال قوم:
إن ذلك على وجه الدعاء عليهم لا للاخبار عنهم وهذا يمكن في قوله تعالى:
(ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وفي قوله (وعلى أبصارهم غشاوة) فيمن نصب غشاوة فاما من رفع ذلك فلا يكون دعاء والأقوى أن ذلك خبر لأنه خرج مخرج الذم لهم والازراء عليهم فكيف يحمل على الدعاء؟
ويحتمل أن يكون المراد (بختم) أنه سيختم ويكون الماضي بمعنى المستقبل كما قال: (ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار) (2) وعلى هذا يسقط سؤال المخالف والقلب جعل الشئ على خلاف ما كان يقال: قلبه يقلبه قلبا والقليب البئر لأن الماء ينقلب إليها وما به قلبة: أي انقلاب عن صحة وفلان حول قلب: إذا كان يقلب الأمور برأيه ويحتال عليها والقلوب الذئب لتقلبه في الحيلة على الصيد بخبثه وسمي القلب قلبا لتقلبه بالخواطر قال الشاعر:
ما سمي القلب إلا من تقلبه * والرأي يعزب والانسان أطوار والبصر: مصدر بصر به يبصر بصرا بمعنى أبصره ابصارا والبصيرة:
والابصار للحق بالقلب والبصائر قطع الدم لأنها ترى كثيرة للعسل (ولهم عذاب عظيم) باظهار التنوين لان النون تبين عند حروف الحلق وهي ستة أحرف: العين والغين والحاء والخاء والهمزة والهاء ومن هذه الأحرف ما لا يجوز فيه الاخفاء وهي العين كقوله: " من عندلله " و " من