إلا الحلواني وكذلك في كل همزتين في كلمة واحدة إذا كانت الأولى للاستفهام إلا في مواضع مخصوصة نذكرها فيما بعد الباقون بتخفيف الأولى وتليين الثانية وفصل بينهما بالألف أهل المدينة إلا ورشا وأبا عمرو والحلواني عن هشام ومعنى قوله (سواء) أي معتدل مأخوذ من التساوي كقولك متساو وتقول:
هذان الأمران عندي سواء أي معتدلان ومنه قوله: (فانبذ إليهم على سواء) (1) يعني بذلك اعلمهم وآذنهم للحرب ليستوي علمك وعلمهم بما عليه كل فريق منكم للاخر ومعناه: أي الامرين كان منك إليهم الانذار أم ترك الانذار فإنهم لا يؤمنون وقال عبد الله بن قيس الرقيات:
تعدت بي الشهباء نحو ابن جعفر * سواء عليها ليلها ونهارها يعني بدلك عندها معتدل في السير الليل والنهار لأنها لا فتور فيه ومنه قول الاخر:
وليل يقول المرء من ظلماته * سواء صحيحات العيون وعورها لأن الصحيح لا يبصر فيه إلا بصرا ضعيفا من ظلمته وهذا لفظه لفظ الاستفهام ومعناه الخبر وله نظائر في القرآن كما تقول ما أبالي أقمت أم قعدت وأنت مخبر لا مستفهم لأنه وقع موقع أي كأنك قلت لا أبالي أي الامرين كان منك وكذلك معنى الآية: سواء عليهم أي هذين منك إليهم حسن في موضعه سواء فعلت أم لم تفعل وقال بعض النحويين ان حرف الاستفهام إنما دخل مع سواء وليس باستفهام لان المستفهم إذا استفهم غيره قال: أزيد عندك أم عمرو ويستفهم صاحبه أيهما عنده وليس أحدهما أحق بالاستفهام من الاخر فلما كان قوله: (سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم) بمعنى التسوية أشبه ذلك الاستفهام إذ شبهه بالتسوية وقال جرير:
ألستم خير من ركب المطايا * واندى العالمين بطون راح فهذا في صورة الاستفهام وهو خبر لأنه لو أراد الاستفهام لما كان مدحا وقال آخر: