سواء عليه أي حين أتيته * أساعة نحس تتقى أم بأسعد ولا يجوز أن تقع أو في مثل هذا مكان أم لان أم هي التي تعادل بها الهمزة لا أو والفرق بينهما ان أو يستفهم بها عند أحد الامرين هل حصل أم لا وهو لا يعلمها معا كقول القائل: أذن أو أقام؟ إذ المراد تعلمهما فإذا علم واحدا منهما ولم يعلمه بعينه قال إذن أم أقام؟ يستفهم عن تعيين أحدهما هذا في الاستفهام وفي الخبر تقول: لا أبالي أقمت أم قعدت أي هما عندي سواء ولا يجوز ان تقول لا أبالي أقمت أو قعدت لأنك ليت بمستفهم من شئ وحكي عن عاصم الجحدري انه قرأ سواو بواو مضمومة لا بهمزة وهذا غلط لان العرب كلها تهمز ما بعده مده يقولون: كساء ورداء وهواء وجزاء وغير ذلك وأما الانذار فهو اعلام وتخويف وكل منذر معلم وليس كل معلم منذرا وقد سمى الله نفسه بذلك فقال: (انا أنذرناكم عذابا قريبا) (1) لان الاعلام يجوز وصفه به والتخويف أيضا كذلك في قوله: (ذلك يخوف الله به عباده) فإذا جاز وصفه بالمعنيين جاز وصفه بلفظ يشتمل عليهما وأنذرت فعل متعد إلى مفعولين كقوله تعالى: (أنذرتكم صاعقة) (وانا أنذرناكم عذابا قريبا) وقد ورد معدا بالباء في قوله تعالى: (قل إنما أنذركم بالوحي) (2) وقيل الانذار هو التحذير من مخوف يتسع زمانه الاحتراز فإن لم يتسع زمانه للاحتراز كان اشعارا ولم يكن انذارا قال الشاعر:
أنذرت عمرا وهو في مهل * قبل الصباح فقد عصى عمرو فان قيل الذين علم الله منهم انهم لا يؤمنون هل كانوا قادرين على الايمان أم لا؟ فان قلتم ما كانوا قادرين وقد كلفهم الله تعالى الايمان فقد كلفهم ما لا يقدرون عليه وهذا لا يجوز - وان كانوا قادرين - فقد قلتم: انهم كانوا قادرين على تجهيل الله قلنا: هذا يلزم المخالف مثله فإنه لا خلاف أنهم مأمورون