واما الغضب من الله فهو إرادة العقاب المستحق بهم ولعنهم وبراءته منهم واصل الغضب الشدة ومنه الغضبة الصخرة الصلبة الشديدة المركبة في الجبل المخالفة له ورجل غضوب شديد الغضب والغضوب الحية الخبيثة لشدتها والغضوب الناقة العبوس واصل الضلال الهلاك ومنه قوله (إذا ضللنا في الأرض) أي هلكنا ومنه قوله تعالى (وأضل اعمالهم) أي أهلكها والضلال في الدين الذهاب عن الحق والاضلال الدعاء إلى الضلال والحمل عليه ومنه قوله تعالى: " وأضلهم السامري " (1) والاضلال الاخذ بالعاصين إلى النار والاضلال الحكم بالضلال والاضلال التحيير بالضلال بالتشكيك لتعدل عنه واليهود - وان كانوا ضلالا - والنصارى - وان كانوا مغضوبا عليهم فإنما خص الله تعالى كل فريق منهم بسمة يعرف بها ويميز بينه وبين غيره بها وان كانوا مشتركين في صفات كثيرة وقيل إنه أراد (بالمغضوب عليهم ولا الضالين) جميع الكفار وإنما ذكروا بالصفتين لاختلاف الفائدتين وروى جابر ابن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله قال الله تعالى: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي فله ما سأل فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال حمدني عبدي وإذا قال الرحمن الرحيم قال اثنى علي عبدي وإذا قال مالك يوم الدين قال مجدني عبدي ثم قال هذا لي وله ما بقي) ولا يجوز عندنا ان يقول القارئ عند خاتمة الحمد: آمين فان قال ذلك في الصلاة متعمدا بطلت صلاته لأنه كلام لا يتعلق بالصلاة ولأنه كلام لا يستقل بنفسه وإنما يفيد إذا كان تأمينا على ما نقدم ومتى قصد بما تقدم الدعاء لم يكن تاليا للقرآن فتبطل صلاته وان قصد التلاوة لا يكون داعيا فلا يصح التأمين وان قصدهما فعند كثير من الأصوليين ان المعنيين المختلفين لا يصح ان يردا بلفظ واحد ومن أجاز ذلك - وهو الصحيح - منع منه لقيام الدلالة على المنع من ذلك فلأجل ذلك لم يجز
(٤٦)