وقد دل ذلك على صومه ذلك أنه كان اختيارا لا فرضا ما قد رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس في اخباره بالعلة التي من أجلها صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ وقد حدثنا الحسن بن عبد الله بن منصور قال ثنا الهيثم بن جميل قال ثنا شريك عن جابر عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم يوم عاشوراء فقد يجوز أن يكون ذلك أيضا من أجل المعنى الذي ذكره بن عباس رضي الله عنهما وقد حدثنا فهد قال ثنا أبو غسان قال ثنا إسرائيل عن ثور قال سمعت عبد الله بن الزبير يقول هذا يوم عاشوراء فصوموه فان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر بصومه فقد يجوز أن يكون ذلك للعلة التي ذكرناها أيضا حدثنا محمد بن خزيمة قال ثنا مسلم قال ثنا عبد الله بن ميسرة الواسطي قال ثنا مزيدة بن جابر عن أمه أن عثمان استعمل أبا موسى على الكوفة فقال يوم عاشوراء صوموا هذا اليوم فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصومه فهذا الحديث يحتمل ما في حديث بن عباس أيضا حدثنا ربيع الجيزي قال ثنا أسد قال ثنا أبو عوانة عن الحر بن الصياح عن هبيرة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم نصف ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر فهذا أيضا مثل الذي قبله حدثنا فهد قال ثنا الحماني قال ثنا أبو أسامة قال ثنا أبو عميس عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن أبي موسى قال قال النبي صلى الله عليه وسلم قد كان يوم عاشوراء يوما يصومه اليهود ويتخذونه عيدا فصوموه أنتم ففي هذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بصومه لان اليهود كانت تصومه وقد أخبر بن عباس في حديثه بالعلة التي من أجلها كانت اليهود تصومه أنها على الشكر منهم لله تعالى في اظهاره موسى على فرعون وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا صامه كذلك والصوم للشكر اختيار لا فرض حدثنا يونس قال ثنا ابن وهب قال حدثني عبد الله بن عمرو الليث بن سعد عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أحب منكم أن يصوم يوم عاشوراء فليصمه ومن لم يحب فليدعه حدثنا ابن أبي داود قال ثنا الوهبي قال ثنا ابن إسحاق عن نافع عن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في يوم عاشوراء إن هذا يوم كانت قريش تصومه في الجاهلية فمن شاء أن يصومه فليصمه ومن شاء أن يتركه فليتركه
(٧٦)