كانوا معه أن يصلوا كما رأوا النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وقد أعلم مالك بن الحويرث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه إذا كبر في الصلاة وإذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع ففي هذا ما دل على أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر برفع اليدين إذا أراد المصلي الركوع وإذا رفع رأسه من الركوع وكل لفظة رويت في هذا الباب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه إذا ركع فهو من الجنس الذي أعلمت أن العرب قد توقع اسم الفاعل على من أراد الفعل قبل أن بالصلاة كقول الله يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم الآية فإنما أمر الله عز وجل بغسل أعضاء الوضوء إذا أراد أن يقوم المرؤ إلى الصلاة لا بعد القيام إليها فمعنى قوله إذا قمتم إلى الصلاة أي إذا أردتم القيام إليها فكذلك معنى قوله يرفع يديه إذا ركع أي إذا أراد الركوع كخبر علي بن أبي طالب وابن عمر اللذين ذكراه وإذا أراد ان يركع خرجنا هذه الأخبار بتمامها في كتاب الكبير وكذلك قوله وإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم إنما أمر بالسلام إذا أراد الدخول لا بعد دخول البيت هذه لفظة إذا جمعت من الكتاب والسنة طال الكتاب بتقصيها هذا
(٢٩٦)