أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي العصر والشمس طالعة في حجرتي لم يظهر الفئ بعد قال أحمد في حجرتها قال أبو بكر الظهور عند العرب يكون على معنيين أحدهما أن يظهر الشئ حتى يرى ويتبين فلا خفاء والثاني أن يغلب الشئ على الشئ كما يقول العرب ظهر فلان على فلان وظهر جيش فلان على جيش فلان أي غلبهم فمعنى قولها لم يظهر الفئ بعد أي لم يتغلب الفئ على الشمس في حجرتها أي لم يكن الظل في الحجرة أكثر من الشمس حين صلاة العصر باب ذكر التغليظ في تأخير صلاة العصر إلى اصفرار الشمس والدليل على أن قوله صلى الله عليه وسلم في خبر عبد الله بن عمرو فإذا صليتم العصر فهو وقت إلى أن تصفر الشمس إنما أراد وقت العذر والضرورة والناسي لصلاة العصر فيذكرها قبل اصفرار الشمس أو عنده وكذلك أراد النبي صلى الله عليه وسلم من أدرك من العصر ركعة قبل غروب الشمس فقد أدركها وقت العذر والضرورة والناسي لصلاة العصر حين يذكرها وقتا يمكنه أن يصلي ركعة منها قبل غروب الشمس لا أنه أباح للمصلي في غير العذر والضرورة وهو ذاكر لصلاة العصر أن يؤخرها حتى يصلي عند اصفرار الشمس أو ركعة قبل الغروب وثلاثا بعده أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن حجر السعدي حدثنا إسماعيل يعني بن جعفر حدثنا العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب
(١٧١)