قبول شهادته وخبره من يخبر بكون الشئ ويشهد على رؤية الشئ وسماعه لا من ينفي كون الشئ وينكره ومن قال لم يفعل فلان كذا ليس بمخبر ولا شاهد وإنما الشاهد من يشهد ويقول رأيت فلانا يفعل كذا وسمعته يقول كذا وهذا لا يخفي على من يفهم العلم والفقه وقد بينت هذه المسألة في غير موضع من كتبنا وتوهم بعض من لم يتبحر العلم أن خبر الحارث بن عبيد عن مطر عن عكرمة عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسجد في شئ من المفصل منذ تحول إلى المدينة حجة من زعم أن لا سجود في المفصل وهذا من الجنس الذي أعلمت أن الشاهد من يشهد برؤية الشئ أو سماعه لا من ينكره ويدفعه وأبو هريرة قد أعلم أنه قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم قد سجد في إذا السماء انشقت واقرأ بسم ربك الذي خلق بعد تحوله إلى المدينة إذ كانت صحبته إياه إنما كان بعد تحول النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة لا قبل أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بخبر الحارث بن عبيد محمد بن رافع نا أزهر بن القاسم نا أبو قدامة وهو الحارث بن عبيد ورواه أبو داود الطيالسي عن الحارث بن عبيد قال حدثنا مطر الوراق عن عكرمة أو غيره عن بن عباس باب السجود عند قراءة السجدة في الصلاة المكتوية ضد قول بعض أهل الجهل ممن لا يفهم العلم من أهل عصرنا ممن زعم أن السجدة عند قراءة السجدة في الصلاة المكتوبة غير جائزة
(٢٨١)