ثم ناس من أصحابه والنبي - صلى الله عليه وسلم - على هيئته، ثم جاء عثمان فاستأذن فأذن له فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثوبه فتجلله فتحدثوا ثم خرجوا، فقلت: يا رسول الله جاء أبو بكر وعمر وعلي وسائر أصحابك، فلما جاء عثمان تجللت ثوبك، فقال: " ألا استحي ممن تستحي منه الملائكة ".
(977) حدثنا داود بن المحبر، ثنا أبو المقدام هشام بن زياد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أن عثمان استأذن على النبي - صلى الله عليه وسلم - فأذن له، فدخل وإزاره محلولة، فقال: " أدن مني يا عثمان " فدنا منه، ثم قال: " أدن مني يا عثمان " فدنا منه حتى أصابت ركبته ركبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فزرر عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: " يا عثمان إنك تأتي يوم القيامة وأوداجك تشخب دما فأقول من فعل بك هذا فتسمي وتشتكي بين أمر وماكر وخادل، فبينما أنت كذلك إذ تسمع هاتف يهتف من السماء إلا إن عثمان بن عفان قد حكم في أعدائه أو ولي فكيف أنت يا عثمان عند ذلك؟ " فقال: لا حول ولا قوة إلا بالله ثلاثا.
(978) حدثنا الحسن بن قتيبة، ثنا حسين المعلم، عن نافع، قال لبس ابن عمر الدرع يوم دار عثمان مرتين، فدخل عليه فقال: صحبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكنت أعرف له حق النبوة وحق الولاية، ثم صحبت أبا بكر فكنت أعرف له حق الولاية، ثم صحبت عمر بن الخطاب فكنت أعرف له حق الوالد وحق الولاية، فأنا أعرف لك مثل ذلك، فقال: جزاكم الله آل عمر أقعد في بيتك حتى يأتيك أمري.
(979) حدثنا الحكم بن موسى البزاز، ثنا هقل، حدثني الأوزاعي، حدثني محمد ابن عبد الملك أن المغيرة بن شعبة دخل على عثمان وهو محصور، فقال: قد نزل بك ما ترى وأنا مخيرك بين خصال ثلاث إن شئت حرقنا لك بابا من الدار سوى الباب الذي هم عليه فاقعد على رواحلك فتلحق بمكة فإنهم لن يستحلوك وأنت بها، أو تلحق بالشام فإنهم أهل الشام وفيهم معاوية، أو تخرج معك عددا وقوة وأنت على حق وهم على باطل، فقال له عثمان: أما قولك أن تحرق لي بابا من الدار سوى الباب الذي هم عليه فأقعد على رواحلي فألحق بمكة فإنهم لن يستحلوني وأنا بها فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " يلحق رجل بمكة عليه نصف عذاب العالم " فلن أكون