(704) حدثنا خلف بن الوليد، ثنا أبو جعفر، عن أبي غالب، قال: كنت بدمشق فجئ بسبعين رأسا من رؤوس الحرورية فنصبت على درج المسجد، فجاء أبو أمامة صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل المسجد فصلى ركعتين ثم خرج فوقف عليهم فجعل يهريق عبرته ساعة ثم قال: ما يصنع إبليس بأهل الإسلام ثلاث مرات، ثم قال:
كلاب جهنم ثلاث مرات، ثم قال: شر قتلى قتلت تحت ظل السماء ثلاث مرات، ثم أقبل علي فقال: يا أبا غالب إنك ببلد أهويته كثيرة هولاته كثيرة، قلت: أجل، قال: أعاذك الله منهم، قال: ولم تهريق عبرتك، قال: رحمة لهم إنهم كانوا من أهل الإسلام، قال: أتقرأ سورة آل عمران؟ قلت: نعم قال: اقرأ هذه الآية (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتب وأخر متشابهات) (آل عمران: 7) إلى آخر الآية، قلت: هؤلاء كان في قلوبهم زيغ فزيغ بهم ثم قرأ: (يوم تبيض وجوه تسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم) (آل عمران: 106) قال: فقلت: إنهم هؤلاء؟ قال: نعم، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " تفرقت بنو إسرائيل على إحدى وسبعين فرقة كلها في النار إلا السواد الأعظم ". فقال رجل إلى جنبي يا أبا أمامة أما ترى ما يصنع السواد الأعظم؟ قال: عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين، قال: السمع والطاعة خير من المعصية والفرقة يقضون لنا ثم يقتلوننا، قال: فقلت له: هذا الذي تحدث به شيئا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو تقوله عن رأيك؟ قال: إني إذا لجرئ أن أحدثكم ولم أسمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرة أو مرتين حتى قالها سبعا، قلت: روى الترمذي وابن ماجة بعضه.
(705) حدثنا داود بن عمرو، ثنا أبو شهاب عن عبد ربه بن نافع، عن عمرو بن قيس الملائي، عن داود بن السليك، عن أبي غالب قال: كنت بالبصرة زمن عبد الملك فجئ برؤوس الخوارج فذكر نحوه.