وتحف بهم الملائكة، ينعم الناس وينعمون هم بالجوع والعطش، لبس الناس لين الثياب ولبسوا هم خشن الثياب، افترش الناس الفرش وافترشوا الجباه والركب، ضحك الناس وبكوا. يا أسامة لا يجمع الله عليهم الشدة في الدنيا والآخرة، لهم الجنة ويا ليتني قد رأيتهم، يا أسامة لهم الشرف في الآخرة ويا ليتني قد رأيتهم، الأرض بهم رحيمة والجبار عنهم راض، ضيع الناس فعل النبيين وأخلاقهم وحفظوا، الراغب من رغب إلى الله في مثل رغبتهم، والخاسر من خالفهم، تبكي الأرض إذا فقدتهم ويسخط الله على كل بلدة ليس فيها مثلهم. يا أسامة، وإذا رأيتهم في قرية فاعلم أنهم أمان لأهل تلك القرية، لا يعذب الله قوما هم فيهم، اتخذهم لنفسك عسى أن تنجو بهم، وإياك أن تدع ما هم عليه فتزل قدمك فتهوى في النار، حرموا حلالا، أحل لهم طلب الفضل في الآخرة وتركوا الطعام والشراب عن قدرة، لم يتكالبوا على الدنيا تكالب الكلاب على الجيف، شغل الناس بالدنيا وشغلوا أنفسهم بطاعة الله، لبسوا الخرق وأكلوا الفلق، تراهم شعثا غبرا، يظن الناس أن بهم داء وما ذاك بهم، ويظن الناس أنهم قد ذهبت عقولهم وما ذهبت ولكن نظروا بقلوبهم إلى من ذهب بعقولهم عن الدنيا فهم في الدنيا عند أهل الدنيا يمشون بلا عقول.
يا أسامة عقلوا حين ذهب عقول الناس، لهم البشرى في الآخرة ".
23 - باب فيما نهي عن صومه:
(345) حدثنا عبد الله بن عون، ثنا أبو عبيدة، ثنا أبو عبد الله، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن صوم خمسة أيام: يوم الفطر، ويوم الأضحى، وأيام التشريق.
(346) حدثنا روح، ثنا الربيع بن صبيح ومرزوق الشامي قالا: ثنا يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن صوم أيام التشريق الثلاثة بعد يوم النحر.
(347) حدثنا روح، عن محمد بن أبي حميد المدني، عن إسماعيل بن محمد بن سعد ابن أبي وقاص، عن أبيه، عن جده قال: أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أنادي أيام منى أنها أيام أكل وشرب ولا صوم - يعني أيام التشريق.