باب في نزول الرب تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا في كل ليلة قوله (أخبرنا يعقوب بن عبد الرحمن الإسكندراني) ثقة قوله (ينزل الله تبارك وتعالى كل ليلة) قد اختلف في معنى النزول على أقوال فمنهم من حمله على ظاهره وحقيقته وهم المشبهة تعالى الله عن قولهم ومنهم من أنكر صحة الأحاديث الواردة في ذلك جملة وهم الخوارج والمعتزلة وهو مكابرة ومنهم من أوله ومنهم من أجرأه على ما ورد مؤمنا به على طريق الاجمال منزها الله تعالى عن الكيفية والتشبيه وهم جمهور السلف ونقله البيهقي وغيره عن الأئمة الأربعة والسفيانين والحمادين والأوزاعي والليث وغيرهم وهذا القول هو الحق فعليك أتباع جمهور السلف وإياك أن تكون من أصحاب التأويل والله تعالى أعلم (حين يمضي ثلث الليل الأول) بالرفع صفة ثلث (من الذي يدعوني فأستجيب) بالنصب على جواب الاستفهام والرفع على الاستئناف وكذا قوله فأعطيه فأغفر له وقد قرئ بهما في قوله تعالى من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له الآية وليست السين في أستجيب للطلب بل أستجيب بمعنى أجيب (حتى يضئ الفجر) وفي رواية مسلم حتى ينفجر الفجر والمعنى حتى يطلع ويظهر الفجر قوله (وفي الباب عن علي بن أبي طالب وأبي سعيد ورفاعة الجهني وجبير بن مطعم وابن
(٤٣١)