باب ما جاء في أن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة قوله (عن الحسن) هو الحسن البصري (عن حريث بن قبيصة) قال في التقريب قبيصة بن حريث ويقال حريث بن قبيصة والأول أشهر الأنصاري البصري صدوق من الثالثة قوله (إن أول ما يحاسب به العبد) بالرفع على نيابة الفاعل (يوم القيامة من عمله صلاته) أي المفروضة قال العراقي في شرح الترمذي لا تعارض بينه وبين الحديث الصحيح إن أول ما يقضي بين الناس يوم القيامة في الدماء فحديث الباب محمول على حق الله تعالى وحديث الصحيح محمول على حقوق الآدميين فيما بينهم فإن قيل فأيهما يقدم محاسبة العباد على حق الله أو محاسبتهم على حقوقهم فالجواب أن هذا أمر توقيفي وظواهر الأحاديث دالة على أن الذي يقع أو المحاسبة على حقوق الله تعالى قبل حقوق العباد انتهى وقيل الأول من ترك العبادات والثاني من فعل السيئات (فإن صلحت) بضم اللام وفتحها قال ابن الملك صلاحها بأدائها صحيحة (فقد أفلح وأنجح) الفلاح الفوز والظفر والانجاح بتقديم الجيم على الحاء يقال أنجح فلان إذا أصاب مطلوبة قال القاري في المرقاة فقد أفلح أي فاز بمقصوده وأنجح أي ظفر بمطلوبه فيكون فيه تأكيد وفاز بمعنى خلص من العقاب وأنجح أي حصل له الثواب (وإن فسدت) بأن لم تؤد أو أديت غير صحيحة أو غير مقبولة (فقد خاب) بحرمان المثوبة (وخسر) بوقوع العقوبة وقيل معنى خاب ندم وخسر أي صار محروما من الفوز والخلاص قبل العذاب (فإن انتقص) بمعنى نقص المتعدي (شيئا) أي من الفرائض (هل لعبدي من تطوع) أي في صحيفته سنة أو نافلة من صلاة على ما هو ظاهر من السياق قبل الفرض أو بعده أو مطلقا (فيكمل) بالتشديد
(٣٨٣)