بنت المأمون. وتزوج هو ببوران بنت الحسن بن سهل زوجه بها عمها الفضل وكان كل هذا في يوم واحد وما كان يحب أن يتم العهد للرضا عليه السلام، بعده، قال الصولي: وقد صح عندي ما حدثني به أحمد بن عبيد الله من جهات، منها أن عون بن محمد حدثني، عن الفضل بن سهل النوبختي وعن أخ له.
قال: لما عزم المأمون على العقد للرضا عليه السلام بالعهد، قلت: والله لأعتبرن ما في نفس المأمون من هذا الأمر يحب إتمامه أو هو تصنع به؟ فكتب إليه على يد خادم له كان يكاتبني بأسراره على يده وقد عزم ذو الرياستين على عقد العهد والطالع السرطان وفيه المشترى والسرطان وإن كان شرف المشتري فهو برج منقلب لا يتم أمر ينعقد فيه ومع هذا فإن المريخ في الميزان [الذي هو الرابع ووتد الأرض] في بيت العاقبة.
وهذا يدل على نكبة المعقود له وعرفت أمير المؤمنين ذلك لئلا يعتب على إذا وقف علي هذا من غيري فكتب إلي، إذا قرأت جوابي إليك فأرده إلي مع الخادم ونفسك أن يقف أحد على ما عرفتنيه أو أن يرجع ذو الرياستين عن عزمه، فإنه إن فعل ذلك ألحقت الذنب بك وعلمت أنك سببه.
قال: فضاقت على الدنيا وتمنيت أنى ما كنت كتبت إليه، ثم بلغني أن الفضل بن سهل ذو الرياستين قد تنبه على الأمر ورجع عن عزمه، وكان حسن العلم بالنجوم فخفت والله على نفسي، وركبت إليه، فقلت له، أتعلم في السماء نجما أسعد من المشتري قال: لا، قلت أفتعلم أن في الكواكب نجما يكون في حال أسعد منها في شرفها قال: لا، قلت: فأمضى العزم على ذلك إذ كنت تعقده وسعد الفلك في أسعد حالاته فأمضى الأمر على ذلك، فما علمت أني من أهل الدنيا حتى وقع العهد فزعا من المأمون (1).