يا بن رسول الله إنما تريد بقولك هذا التخفيف عن نفسك ودفع هذا الأمر عنك ليقول الناس إنك زاهد في الدنيا فقال الرضا عليه السلام: والله ما كذبت منذ خلقني ربي عز و جل وما زهدت في الدنيا للدنيا وإني لأعلم ما تريد قال المأمون: وما أريد.
قال الأمان على الصدق قال لك الأمان قال تريد بذلك أن يقول الناس إن علي بن موسى الرضا لم يزهد في الدنيا بل زهدت الدنيا فيه ألا ترون كيف قبل ولاية العهد طمعا في الخلافة فغضب المأمون ثم قال إنك تتلقاني أبدا بما أكرهه وقد أمنت سطوتي فبالله أقسم لئن قبلت ولاية العهد وإلا أجبرتك على ذلك فإن فعلت وإلا ضربت عنقك.
فقال الرضا عليه السلام، قد نهاني الله عز وجل أن ألقى بيدي إلى التهلكة فإن كان الأمر على هذا فافعل ما بدا لك وأنا أقبل ذلك على أن لا أولي أحدا ولا أعزل أحدا ولا أنقض رسما ولا سنة وأكون في الأمر بعيدا مشيرا فرضي منه بذلك وجعله ولي عهده على كراهة منه عليه السلام لذلك (1).
عنه قال: حدثنا محمد بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن محمد بن إسماعيل البرمكي عن محمد بن عرفة، قال قلت للرضا عليه السلام يا بن رسول الله ما حملك على الدخول في ولاية العهد، فقال: ما حمل جدي أمير المؤمنين عليه السلام على الدخول في الشورى (2) عنه قال: حدثنا: حدثنا علي بن عبد الله الوراق رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبد السلام بن صالح الهروي، قال والله ما دخل الرضا عليه السلام، في هذا الأمر طايعا ولقد حمل إلى الكوفة (3) مكرها، ثم أشخص منها على طريق