الدار نظر إلى الناس وقد تزاحموا، فقال لهم بيده تفرقوا تفرقوا قال: ياسر: فأقبل الناس والله يقع بعضهم على بعض وما أشار إلى أحد إلى ركض ومر (1).
الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا الحسين بن إبراهيم [بن ناتانة] قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن أبي الصلت الهروي قال إن المأمون قال للرضا علي بن موسى عليه السلام، يا بن رسول الله قد عرفت فضلك وعلمك وزهدك و ورعك وعبادتك أراك أحق بالخلافة مني.
فقال الرضا عليه السلام بالعبودية لله عز وجل أفتخر وبالزهد في الدنيا أرجو النجاة من شر الدنيا وبالورع عن المحارم أرجو الفوز بالمغانم، وبالتواضع في الدنيا أرجو الرفعة عند الله عز وجل فقال له المأمون إني قد رأيت أن أعزل نفسي عن الخلافة و أجعلها لك وأبايعك.
فقال له الرضا إن كانت هذه الخلافة لك وجعلها الله لك فلا يجوز لك أن تخلع لباسا ألبسكه الله وتجعله لغيرك وإن كانت الخلافة ليست لك فلا يجوز لك أن تجعل لي ما ليس لك فقال له المأمون يا بن رسول الله لابد لك من قبول هذا الأمر فقال:
لست أفعل ذلك طايعا أبدا فما زال يجهد به أياما حتى يئس من قبوله فقال له فإن لم تقبل الخلافة ولم تحب مبايعتي لك فكن ولي عهدي لتكون لك الخلافة بعدي.
فقال الرضا عليه السلام والله لقد حدثني أبي عن آبائه عن أمير المؤمنين عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أني أخرج من الدنيا قبلك مقتولا بالسم مظلوما تبكي علي ملائكة السماء وملائكة الأرض وأدفن في أرض غربة إلى جنب هارون الرشيد فبكى المأمون ثم قال له يا بن رسول الله ومن الذي يقتلك أو يقدر على الإساءة إليك وأنا حي.
قال الرضا عليه السلام أما إني لو أشاء أن أقول من الذي يقتلني لقلت فقال المأمون