تعالى بشدها وقصم عروة أحب الله إيثاقها فقد أباح حريمه وأحل محرمه إذا كان بذلك زاريا على الإمام منتهكا حرمة الإسلام، بذلك جرى السالف فصبر منه على الفلتات، ولم يعترض بعدها على الغرمات خوفا علي شتات الدين واضطراب حبل المسلمين ولقرب أمر الجاهلية ورصد المنافقين فرصة تنتهز وبائقة تبدئ تدر وما أدري ما يفعل بي ولا بكم إن الحكم إلا لله يقضي الحق وهو خير الفاصلين (1).
عنه قال: حدثنا أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي الحاكم، قال: حدثني محمد بن يحيى الصولي، قال: حدثنا الحسن بن الجهم، قال: حدثني أبي، قال: صعد المأمون المنبر لما بايع علي بن موسى الرضا عليه السلام فقال: أيها الناس جائتكم بيعة علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام والله لو قرأت هذه الأسماء علي الصم البكم لبرئوا بإذن الله عز وجل (2).
عنه قال: حدثنا أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي الحاكم، قال: حدثني محمد بن يحيى الصولي، قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله بن طاهر، قال: أشار الفضل ابن سهل على المأمون أن يتقرب إلى الله عز وجل وإلى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بصلة رحمه بالبيعة بالعهد لعلي بن موسى الرضا عليه السلام ليمحو بذلك ما كان من أمر الرشيد فيهم وما كان يقدر على خلافه في شئ.
فوجه من خراسان برجاء بن أبي الضحاك وياسر الخادم ليشخصا إليه محمد بن جعفر بن محمد وعلي بن موسى بن جعفر عليهم السلام وذلك في سنة مأتين فلما وصل علي بن موسى عليه السلام إلى المأمون وهو بمرو ولاه العهد من بعده وأمر للجند برزق سنة، و كتب إلى الآفاق بذلك وسماه الرضا وضرب الدراهم باسمه وأمر الناس بلبس الخضرة وترك السواد، وزوجه ابنته أم حبيب، وزوج ابنه محمد بن علي عليهما السلام ابنته أم الفضل