نحن ضربناكم على تنزيله * ضربا يزيل الهام عن مقيله ويذهل الخليل عن خليله * يا رب إني مؤمن بقيله فقال له عمر: أو هاهنا يا ابن رواحة أيضا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
أو ما تعلمن أولا تسمع ما قال؟؟!! (وفي رواية أبي يعلى) إن النبي قال: خل عنه يا عمر؟ فوالذي نفسي بيده لكلامه أشد عليهم من وقع النبل (1).
وكان حسان من المعروفين بالجبن ذكره ابن الأثير في " أسد الغابة " 2 ص 6 وقال: كان من أجبن الناس. وعده الوطواط في " غرر الخصايص " ص 355 من الجبناء وقال: ذكر ابن قتيبة في كتاب " المعارف ": إنه لم يشهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله مشهدا قط قالت صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله: كان معنا حسان في حصن فارغ يوم الخندق مع النساء والصبيان فمر بنا في الحصن رجل يهودي فجعل يطوف بالحصن (وقد حاربت بنو قريظة وقطعت ما بينها وبين رسول الله، وليس بيننا وبينهم أحد يدفع عنا، ورسول الله والمسلمون في نحور عدوهم لا يستطيعون أن ينصرفوا إلينا إن أتانا آت) قالت: قلت: يا حسان؟ أنا والله لا آمن من أن يدل علينا هذا اليهودي أصحابه، ورسول الله صلى الله عليه وآله قد شغل عنا فأنزل إليه واقتله، قال: يغفر الله لك (يا بنة عبد المطلب) ما أنا بصاحب شجاعة، قال: فلما قال لي ذلك ولم أر عنده شيئا اعتجرت (2) ثم أخذت عمودا ونزلت إليه فضربته بالعمود حتى قتلته، ثم رجعت إلى الحصن وقلت: يا حسان أنزل إليه واسلبه فإنه لم يمنعني من سلبه إلا أنه رجل، فقال: ما لي بسلبه من حاجة [يا بنة عبد المطلب] (3) وكان حسان اقتدى في فعله بهذا الشاعر في قوله:
باتت تشجعني هند وما علمت * إن الشجاعة مقرون بها العطب لا والذي منع الأبصار رؤيته * ما يشتهي الموت عندي من له إرب