ثم أمر لي بعشرة آلاف درهم مما ضرب باسمه ولم تكن دفعت إلى أحد بعد وأمر لي من في منزله بحلي كثير أخرجه إلى الخادم، فقدمت العراق فبعت كل درهم منها بعشرة دراهم إشتراها مني الشيعة فحصل لي مائة ألف درهم فكان أول مال اعتقدته (1) قال ابن مهرويه: وحدثني حذيفة بن محمد: أن دعبلا قال له: إنه استوهب من الرضا عليه السلام ثوبا قد لبسه ليجعله في أكفانه فخلع جبة كانت عليه فأعطاه إياها وبلغ أهل قم خبرها فسألوه أن يبيعهم إياها بثلاثين ألف درهم فلم يفعل فخرجوا عليه في طريقه فأخذوها منه غصبا وقالوا له: إن شئت أن تأخذ المال فافعل وإلا فأنت أعلم.
فقال لهم: إني والله لا أعطيكم إياها طوعا ولا تنفعكم غصبا وأشكوكم إلى الرضا عليه السلام فصالحوه على أن أعطوه الثلاثين ألف الدرهم وفرد كم من بطانتها، فرضي بذلك فأعطوه فردكم فكان في أكفاته وكتب قصيدته:
مدارس آيات خلت من تلاوة......
فيما يقال على ثوب وأحرم فيه وأمر بأن يكون في أكفانه (2) وروى في ص 39 عن دعبل قال: لما هربت من الخليفة بت ليلة بنيسابور وحدي وعزمت على أن أعمل قصيدة في عبد الله بن طاهر في تلك الليلة فإني لفي ذلك إذ سمعت والباب مردود علي: السلام عليكم ورحمة الله انج يرحمك الله. فاقشعر بدني من ذلك ونالني أمر عظيم فقال لي: لا ترع عافاك الله فإني رجل من إخوانك من الجن من ساكني اليمن طرء إلينا طارئ من أهل العراق فأنشدنا قصيدتك:
مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحي مقفر العرصات فأحببت أن أسمعها منك. قال فأنشدته إياها فبكى حتى خر، ثم قال: رحمك الله ألا أحدثك حديثا يزيد في نيتك ويعينك على التمسك بمذهبك؟! قلت: بلى. قال مكثت حينا أسمع بذكر جعفر بن محمد عليه السلام فصرت إلى المدينة فسمعته يقول:
حدثني أبي عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: علي وشيعته هم الفائزون. ثم ودعني لينصرف فقلت له: يرحمك الله إن رأيت أن تخبرني باسمك فافعل. قال: أنا ظبيان