ولبس وجهه حتى صار كله كالبدر وتوفي فأخذنا في جهازه ودفناه في الجنينة ببغداد وذلك في خلافة الرشيد " الأغاني 7 ص 277 " وقال أبو سعيد محمد بن رشيد الهروي: إن السيد اسود وجهه عند الموت فقال:
هكذا يفعل بأوليائكم يا أمير المؤمنين؟ قال: فابيض وجهه كأنه القمر ليلة البدر فأنشأ يقول:
أحب الذي من مات من أهل وده * تلقاه بالبشرى لدى الموت يضحك ومن مات يهوي غيره من عدوه * فليس له إلا إلى النار مسلك أبا حسن أفديك نفسي وأسرتي * ومالي وما أصبحت في الأرض أملك أبا حسن إني بفضلك عارف * وإني بحبل من هواك الممسك وأنت وصي المصطفى وابن عمه * فإنا نعادي مبغضيك ونترك ولاح لحاني في علي وحزبه * فقلت: لحاك الله إنك أعفك مواليك ناج مؤمن بين الهدى * وقاليك معروف الضلالة مشرك رجال الكشي 185، أمالي ابن الشيخ ص 31، بشارة المصطفى.
وقال الحسين بن عون: دخلت على السيد الحميري عائدا في علته التي مات فيها فوجدته يساق به ووجدت عنده جماعة من جيرانه وكانوا عثمانية وكان السيد جميل الصورة رحيب الجبهة عريض ما بين السالفتين فبدت في وجهه نكتة سوداء مثل النقطة من المداد ثم لم تزل تزيد وتنمي حتى طبقت وجهه يعني اسودادا فاغتم لذلك من حضره من الشيعة فظهر من الناصبة سرور وشماتة فلم يلبث بذلك إلا قليلا حتى بدت في ذلك المكان من وجهه لمعة بيضاء فلم تزل تزيد بيضا وتنمي حتى أسفر وجهه وأشرق وافتر السيد ضاحكا وأنشأ يقول:
كذب الزاعمون: أن عليا * لن ينجي محبه من هنات قد وربي دخلت جنة عدن * وعفي لي الإله عن سيآتي فأبشروا اليوم أولياء علي * وتولوا علي حتى الممات ثم من بعده تولوا بنيه * واحدا بعد واحد بالصفات ثم اتبع قوله هذا: أشهد أن لا إله إلا الله حقا حقا. وأشهد أن محمد رسول الله