هما بقتله فأتى عقبة بن مسلم الهنائي فأخبره بذلك فأجاره وبوأه منزلا وهبه له فكان فيه حتى ماتا فورثهما.
وروى المرزباني في [أخبار السيد] بإسناده عن إسماعيل بن الساحر رواية السيد قال: كنت أتغدا مع السيد في منزله فقال لي: طال الله ما شتم أمير المؤمنين عليه السلام ولعن في هذا البيت. قلت: ومن فعل ذلك؟ قال: أبواي كانا إباضيين.
قلت: فكيف صرت شيعيا؟ قال غاصت علي الرحمة فاستنقذتني.
روى المرزباني أيضا عن حودان الحفار ابن أبي حودان عن أبيه وكان أصدق الناس أنه قال: شكى إلي السيد: إن أمه توقظه بالليل وتقول إني أخاف أن تموت على مذهبك فتدخل النار، فقد لهجت بعلي وولده فلا دنيا ولا آخرة. ولقد نغصت علي مطعمي ومشربي، وقد تركت الدخول إليها وقلت أنشد قصيدة منها:
إلى أهل بيت ما لمن كان مؤمنا * من الناس عنهم في الولاية مذهب وكم من شقيق لامني في هواهم * وعاذلة هبت بليل تؤنب تقول ولم تقصد وتعتب ضلة * وآفة أخلاق النساء التعتب وفارقت جيرانا وأهل مودة * ومن أنت من حين تدعى وتنسب فأنت غريب فيهم متباعد * كأنك مما يتقونك أجرب تعيبهم في دينهم وهم بما * تدين به أزرى عليك وأعيب فقلت: دعيني لن احبر مدحة * لغيرهم ما حج لله أركب أتنهينني عن حب آل محمد؟! * وحبهم مما به أتقرب وحبهم مثل الصلاة وإنه * على الناس من بعد الصلاة لأوجب (1) وقال المرزباني أخبرني محمد بن عبيد الله البصري عن محمد بن زكريا العلائي، قال: حدثتني (العباسة) بنت السيد قالت: قال لي أبي: كنت وأنا صبي أسمع أبوي يثلبان أمير المؤمنين عليه السلام فأخرج عنهما وأبقى جايعا وأوثر ذلك على الرجوع إليهما فأبيت في المساجد جايعا لحبي فراقهما وبغضي إياهما حتى إذا أجهدني الجوع رجعت فأكلت ثم خرجت، فلما كبرت قليلا وعقلت وبدأت أقول الشعر قلت لأبوي: إن