سفيان بن وكيع قال حدثني جميع بن عمير العجلي قال حدثني رجل من بنى تميم من ولد أبى هالة عن أبيه عن الحسن بن علي عليهما السلام قال سألت خالي هند بن أبي هالة التميمي وكان وصافا للنبي صلى الله عليه وآله أنا اشتهى ان تصف لي منه شيئا لعلى أتعلق به فقال كان رسول الله صلى الله عليه وآله فخما مفخما إلى أن قال فقلت فصف لي منطقه فقال كان صلى الله عليه وآله متواصل الأحزان دائم الفكر ليست له راحة طويل السكت (السكوت - خ) لا يتكلم في غير حاجة يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه يتكلم بجوامع الكلم فصلا لا فضول فيه ولا تقصير دمثا لينا ليس بالجافى ولا بالمهين تعظم عنده النعمة وان دقت لا يذم منها شيئا غير أنه كان لا يذم ذواقا ولا يمدحه ولا تغضبه الدنيا وما كان لها فإذا تعوطي الحق لم يعرفه أحد ولم يقم لغضبه شئ حتى ينتصر له إذا أشار أشار بكفه كلها وإذا تعجب قلبها وإذا تحدث اتصل بها فضرب براحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى وإذا غضب أعرض وأشاح وإذا فرح غض طرفه جل ضحكه التبسم يفتر عن مثل حب الغمام إلى هنا رواه أبو القاسم بن منيع عن إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد والباقي رواية عبد الرحمن إلى آخره قال الحسن صلوات الله عليه وكتمتها الحسين عليه السلام زمانا ثم حدثته به فوجدته قد سبقني اليه فسألته عما سأله عنه فوجدته قد سأل أباه عن مدخل النبي صلى الله عليه وآله ومخرجه ومجلسه وشكله فلم يدع منه شيئا.
قال الحسين عليه السلام سألت أبى عليه السلام عن مدخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال كان دخوله لنفسه مأذونا له في ذلك فإذا آوى إلى منزله جزء دخوله ثلاثة اجزاء جزءا لله وجزء لأهله وجزء لنفسه ثم جزء جزءه بينه وبين الناس فيرد ذلك بالخاصة على العامة ولا يدخر عنهم منه شيئا وكان من سيرته في جزء الأمة ايثار اهل الفضل باذنه وقسمه على قدر فضلهم في الدين فمنهم ذو الحاجة ومنهم ذو الحاجتين ومنهم ذو الحوائج فيتشاغل بهم ويشغلهم في ما أصلحهم والأمة من مسألته عنهم وبأخبارهم بالذي ينبغي ويقول ليبلغ الشاهد منكم الغائب وأبلغوني حاجة من لا يقدر على ابلاغ حاجته فإنه من أبلغ سلطانا حاجة من لا يقدر على ابلاغها ثبت الله