الأصول) فنقول له: أيها المجادل الغفول، الآتي بكل كلام مدخول! إذا كان عندك في هذا الوجه نظر مذكور في الأصول، فلم أتعبت النفس بتزوير هذا الهذر والفضول! الذي يرده المنقول وتأباه العقول! وتبطله إفادات المحققين الفحول؟!
وبما ذكرنا ظهر بطلان قول (الدهلوي): (وهو منكر بالاجماع).
على أن الرازي قد قال في وجوه إثبات مجئ (الباء) للتبعيض كما هو مذهب الشافعي: (الثاني: النقل المستفيض حاصل بأن حروف الجر يقام بعضها مقام بعض، فوجب أن يكون إقامة حرف (الباء) مقام (من) جائزا. وعلى هذا التقدير يحصل المقصود).
فنقول: لا ريب في جواز (فلان مولى لك)، وبناءا على ما ذكره من أن حروف الجر يقام بعضها مقام بعض، يجب أن يكون إقامة حرف (من) مقام اللام (جائزا) وأن يستعمل (فلان مولى منك) بدل (فلان أولى منك) وعلى هذا التقدير يحصل المقصود.