____________________
استثباتها عند اقتناصها من عالم التجريد وبقائها إلى حال اليقظة إلا في صور خيالية مشاهدة.
فحاصل معناه: أنه لو أدركته العقول لكان ذلك بمشاركة الوهم، فكان يلزم أن يصوره بصورة خيالية، فتكون تلك الصورة شبحا مماثلا لأشباح الخيال وما فيه من الصور قائمة به. ويؤيد هذا الاحتمال أنه لم يذكر العقول.
وإن أبيت إلا الفرق الحكمي بين الأوهام والعقول، فاجعل العلة والنكتة في عدم التعرض للعقول وادراكها هي أن العقول وقواها لما لم تحم إلا حول ما يمكن ادراكه، وكان هذا الادراك محالا، لم تكد تقرب إلى حماه، بخلاف الأوهام فإنها تدرك الأمور التي لا حقيقة لها في الخارج ولا ثبوت لها في الواقع، كانسان ذي رأسين وذي جناحين، وتتوهم المحالات وغير ذلك.
1) الابصار هنا جمع بصر لا جمع بصيرة، وان أمكن ارادته بناء على ما حققناه سابقا. وعلى الأول فمعنى الحائل المتغير من حال إذا تغير، فيكون منقلبا عن الحالة التي كانت له عند الابصار من المقابلة والمحاذاة والوضع الخاص وكونه غير مرئي بعد أن كان مرئيا، وزوال صورته من الباصرة بعد أن كانت مرتسمة فيها، وغير ذلك من ضروب التغيير.
وبعض الأفاضل قرأ بعد بضم الباء واحد الابعاد، على أنه اسم يكون، والحائل بمعنى الحاجز، أي: يكون بعد انتقال الابصار وطول مسافتها مانعا عن ابصاره. وهو بعيد، كما بعد قول من قرأ خائلا بالخاء المعجمة، أي: ذا خيال وصورة متمثلة في المدرك.
فحاصل معناه: أنه لو أدركته العقول لكان ذلك بمشاركة الوهم، فكان يلزم أن يصوره بصورة خيالية، فتكون تلك الصورة شبحا مماثلا لأشباح الخيال وما فيه من الصور قائمة به. ويؤيد هذا الاحتمال أنه لم يذكر العقول.
وإن أبيت إلا الفرق الحكمي بين الأوهام والعقول، فاجعل العلة والنكتة في عدم التعرض للعقول وادراكها هي أن العقول وقواها لما لم تحم إلا حول ما يمكن ادراكه، وكان هذا الادراك محالا، لم تكد تقرب إلى حماه، بخلاف الأوهام فإنها تدرك الأمور التي لا حقيقة لها في الخارج ولا ثبوت لها في الواقع، كانسان ذي رأسين وذي جناحين، وتتوهم المحالات وغير ذلك.
1) الابصار هنا جمع بصر لا جمع بصيرة، وان أمكن ارادته بناء على ما حققناه سابقا. وعلى الأول فمعنى الحائل المتغير من حال إذا تغير، فيكون منقلبا عن الحالة التي كانت له عند الابصار من المقابلة والمحاذاة والوضع الخاص وكونه غير مرئي بعد أن كان مرئيا، وزوال صورته من الباصرة بعد أن كانت مرتسمة فيها، وغير ذلك من ضروب التغيير.
وبعض الأفاضل قرأ بعد بضم الباء واحد الابعاد، على أنه اسم يكون، والحائل بمعنى الحاجز، أي: يكون بعد انتقال الابصار وطول مسافتها مانعا عن ابصاره. وهو بعيد، كما بعد قول من قرأ خائلا بالخاء المعجمة، أي: ذا خيال وصورة متمثلة في المدرك.