الباطن الباطن معناه أنه قد بطن عن الأوهام، فهو باطن بلا إحاطة، لا يحيط به محيط لأنه قدم الفكر فجنب عنه 2) وسبق المعلوم فلم يحط به وفات الأوهام فلم تكتنهه، وحارت عنه الابصار فلم تدركه، فهو باطن كل باطن، ومحتجب كل محتجب 3)، بطن بالذات، وظهر وعلا
____________________
شيئا زائدا على الألوان، مع أنه أظهر الأشياء، بل هو الذي يظهر جميع الأشياء.
فلو تصور لله تعالى عدم أو غيبة عن بعض الأمور لانهدمت السماوات والأرض، ولأدركت التفرقة بين الحالتين حالة وجوده وحالة عدمه قطعا، لكن لما كانت الأشياء كلها متفقة في الشهادة والأحوال كلها مطردة على نسق واحد، كان ذلك سببا لخفائه، فسبحان من احتجب عن الخلق بنوره وخفي عليهم لشدة ظهوره، فهو الظاهر الذي لا أظهر منه، والباطن الذي لا أبطن منه.
1) يعني: الأصنام، وكانت ثلاثمائة وستين صنما حول الكعبة (لن يخلقوا ذبابا) في صغره وقلته (ولو اجتمعوا له).
2) أي: أنه سبحانه تقدم الفكر وسبقه، فبعد الفكر عن الإحاطة به لان الفكر لا يتعقل الا ما قارنه وناسبه وأمكن أن يحصل له صورة يصل إلى تعقله منها.
3) يعني: أخفى من كل خفي، وأشد احتجابا من كل محتجب، لعدم اطلاع
فلو تصور لله تعالى عدم أو غيبة عن بعض الأمور لانهدمت السماوات والأرض، ولأدركت التفرقة بين الحالتين حالة وجوده وحالة عدمه قطعا، لكن لما كانت الأشياء كلها متفقة في الشهادة والأحوال كلها مطردة على نسق واحد، كان ذلك سببا لخفائه، فسبحان من احتجب عن الخلق بنوره وخفي عليهم لشدة ظهوره، فهو الظاهر الذي لا أظهر منه، والباطن الذي لا أبطن منه.
1) يعني: الأصنام، وكانت ثلاثمائة وستين صنما حول الكعبة (لن يخلقوا ذبابا) في صغره وقلته (ولو اجتمعوا له).
2) أي: أنه سبحانه تقدم الفكر وسبقه، فبعد الفكر عن الإحاطة به لان الفكر لا يتعقل الا ما قارنه وناسبه وأمكن أن يحصل له صورة يصل إلى تعقله منها.
3) يعني: أخفى من كل خفي، وأشد احتجابا من كل محتجب، لعدم اطلاع