(الرحيم) الرحيم معناه أنه رحيم بالمؤمنين يخصهم برحمته في عاقبة أمرهم كما قال الله عز وجل: وكان بالمؤمنين رحيما والرحمن والرحيم اسمان مشتقان من الرحمة على وزن ندمان ونديم، ومعنى الرحمة النعمة، والراحم المنعم كما قال الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وآله: ﴿وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين﴾ (١) يعني: نعمة عليهم ويقال للقرآن: هدى ورحمة، وللغيث رحمة يعني نعمة، وليس معنى الرحمة الرقة لان الرقة عن الله عز وجل منفية، وإنما سمي رقيق القلب من الناس رحيما لكثرة ما توجد الرحمة منه، ويقال: ما أقرب رحم فلان إذا كان ذا مرحمة وبر، والمرحمة الرحمة، ويقال: رحمته مرحمة ورحمة.
(الذارئ) الذارئ معناه الخالق يقال: ذرأ الله الخلق وبرأهم أي خلقهم وقد قيل: إن الذرية منه اشتق اسمها كأنهم ذهبوا إلى أنها خلق الله
____________________
الأمور المقصود منها: إما التأديبات الدنيوية، أو المثوبات الأخروية، ويرشد إليه قوله تعالى بعد ﴿يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران × فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾ (2) حيث أنه سمي شواظ النار ونحاسها نقمة، وذلك لما يترتب على ذكرها من النزجار والتأدب.