نور البراهين - السيد نعمة الله الجزائري - ج ١ - الصفحة ٤٣٦
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: الدليل على أن الله عز وجل لا في مكان أن الأماكن كلها حادثة، وقد قام الدليل على أن الله عز وجل قديم سابق للأماكن، وليس يجوز أن يحتاج الغني القديم إلى ما كان غنيا عنه، ولا أن يتغير عما لم يزل موجودا عليه، فصح اليوم أنه لا في مكان كما أنه لم يزل كذلك وتصديق ذلك:
11 - ما حدثنا به أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان، عن بكر بن عبد الله بن حبيب، قال: حدثنا تميم ابن بهلول، عن أبيه، عن سليمان بن حفص المروزي، عن سليمان بن مهران، قال: قلت لجعفر بن محمد عليهما السلام: هل يجوز أن نقول: إن الله عز وجل في مكان؟ فقال: سبحان الله وتعالى عن ذلك، إنه لو كان في مكان لكان محدثا، لان الكائن في مكان محتاج إلى المكان والاحتياج من صفات المحدث لا من صفات القديم.
12 - حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رحمه الله، قال:
حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي، عن علي بن العباس، عن الحسن بن راشد، عن يعقوب بن جعفر الجعفري، عن أبي إبراهيم موسى بن جعفر عليهما السلام أنه قال: إن الله
____________________
وليس يمتنع أن يكون النبي صلى الله عليه وآله أراد أن يسأل مثل ذلك لو لم يقله موسى عليه السلام.
ويجوز أن يكون قوله قوي دواعيه في المراجعة التي أبيحت له، وفي الناس من استبعد هذا الموضع من حيث يقتضي أن يكون موسى عليه السلام في تلك الحال حيا كاملا، وقد قبض منذ زمان. وهذا ليس ببعيد، لان الله تعالى قد أخبر أن
(٤٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 431 432 433 434 435 436 437 438 439 440 441 ... » »»
الفهرست