حدثنا تميم بن بهلول، عن أبيه، عن أبي الحسن العبدي، عن سليمان بن مهران، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: (والأرض جميعا قبضته يوم القيامة) فقال: يعني ملكه لا يملكها معه أحد، والقبض من الله ١) تبارك وتعالى في موضع آخر المنع والبسط، منه الاعطاء والتوسيع، كما قال عز وجل: ﴿والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون﴾ (1) يعني يعطي ويوسع ويمنع ويضيق، والقبض منه عز وجل في وجه آخر الاخذ والاخذ في وجه القبول منه كما قال: (ويأخذ
____________________
والملائكة لا ينزلون على البشر، ويلزم منه تكذيب جميع الأنبياء في النبوة.
1) قال الشيخ الطبرسي نور الله مرقده: القبضة في اللغة ما قبضت عليه بجميع كفك، أخبر الله عن كمال قدرته، فذكر أن الأرض كلها مع عظمتها في مقدوره، كالشئ الذي يقبض عليه القابض بكفه، فيكون في قبضته، وهذا تفهيم لنا على عادة التخاطب فيما بيننا، لأنه نقول: هذا في قبضة فلان وفي يد فلان إذا هان عليه التصرف فيه وان لم يقبض عليه.
وكذا قوله (والسماوات مطويات بيمينه) أي: يطويها بقدرته، كما يطوي أحدنا الشئ المقدور له طيه بيمينه، وذكر اليمين للمبالغة في الاقتدار والتحقيق للملك، كما قالوا: (أو ما ملكت أيمانكم) أي: ما كانت تحت قدرتكم، إذ ليس الملك يختص باليمين دون الشمال وسائر الجسد. وقيل: معناه أنها محفوظات
1) قال الشيخ الطبرسي نور الله مرقده: القبضة في اللغة ما قبضت عليه بجميع كفك، أخبر الله عن كمال قدرته، فذكر أن الأرض كلها مع عظمتها في مقدوره، كالشئ الذي يقبض عليه القابض بكفه، فيكون في قبضته، وهذا تفهيم لنا على عادة التخاطب فيما بيننا، لأنه نقول: هذا في قبضة فلان وفي يد فلان إذا هان عليه التصرف فيه وان لم يقبض عليه.
وكذا قوله (والسماوات مطويات بيمينه) أي: يطويها بقدرته، كما يطوي أحدنا الشئ المقدور له طيه بيمينه، وذكر اليمين للمبالغة في الاقتدار والتحقيق للملك، كما قالوا: (أو ما ملكت أيمانكم) أي: ما كانت تحت قدرتكم، إذ ليس الملك يختص باليمين دون الشمال وسائر الجسد. وقيل: معناه أنها محفوظات