____________________
1) جن عليه الليل، أي: دخل عليه وستره بظلمته، ومنه الجن لخفائهم عن أعين الناس، واختلف في الكوكب فقيل: هو الزهرة، وقيل: هو المشتري.
قال أمين الاسلام طاب ثراه: اختلف في تفسير هذه الآيات على أقوال:
أحدها: أن إبراهيم عليه السلام إنما قال ذلك في زمان مهلة النظر وخطور الخاطر الموجب عليه النظر بقلبه، لأنه لما أكمل الله عقله وحرك دواعيه على الفكر والتأمل رأى الكوكب فأعجبه نوره، وقد كان قومه يعبدون الكواكب، فقال: هذا ربي على سبيل الفكر، فلما غاب علم أن الأفول لا يجوز على الاله، فاستدل بذلك على أنه محدث مخلوق، وكذلك كانت حاله في رؤية القمر والشمس.
ثم قال في آخر كلامه: يا قوم إني برئ مما تشركون، إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض، وكان هذا القول منه عقيب معرفته بالله تعالى وعلمه بأن صفات المحدثين لا يجوز عليه، وهذا اختيار أبي القاسم وغيره، قال:
وزمان مهلة النظر هي أكثر من ساعة وأقل من شهر، ولا يعلم بينهما إلا الله تعالى.
وثانيها: أنه عليه السلام إنما قال ذلك قبل بلوغه، لأنه خرج من الغار وله ثلاث عشر سنة، وأنه لما قاربه كمال العقل حركته الخواطر فيما شاهده من هذه الحوادث، فلما رأى الكوكب ونوره ظن أنه ربه، فلما أفل وانتقل من حال إلى حال، قال: لا أحب الآفلين، فلما أكمل الله عقله وضبط بفكره النظر في حدوث الأجسام، قال لقومه: إني وجهت وجهي للذي... الآية.
وثالثها: أن إبراهيم عليه السلام لم يقل هذا ربي على طريق الشك، بل كان عالما
قال أمين الاسلام طاب ثراه: اختلف في تفسير هذه الآيات على أقوال:
أحدها: أن إبراهيم عليه السلام إنما قال ذلك في زمان مهلة النظر وخطور الخاطر الموجب عليه النظر بقلبه، لأنه لما أكمل الله عقله وحرك دواعيه على الفكر والتأمل رأى الكوكب فأعجبه نوره، وقد كان قومه يعبدون الكواكب، فقال: هذا ربي على سبيل الفكر، فلما غاب علم أن الأفول لا يجوز على الاله، فاستدل بذلك على أنه محدث مخلوق، وكذلك كانت حاله في رؤية القمر والشمس.
ثم قال في آخر كلامه: يا قوم إني برئ مما تشركون، إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض، وكان هذا القول منه عقيب معرفته بالله تعالى وعلمه بأن صفات المحدثين لا يجوز عليه، وهذا اختيار أبي القاسم وغيره، قال:
وزمان مهلة النظر هي أكثر من ساعة وأقل من شهر، ولا يعلم بينهما إلا الله تعالى.
وثانيها: أنه عليه السلام إنما قال ذلك قبل بلوغه، لأنه خرج من الغار وله ثلاث عشر سنة، وأنه لما قاربه كمال العقل حركته الخواطر فيما شاهده من هذه الحوادث، فلما رأى الكوكب ونوره ظن أنه ربه، فلما أفل وانتقل من حال إلى حال، قال: لا أحب الآفلين، فلما أكمل الله عقله وضبط بفكره النظر في حدوث الأجسام، قال لقومه: إني وجهت وجهي للذي... الآية.
وثالثها: أن إبراهيم عليه السلام لم يقل هذا ربي على طريق الشك، بل كان عالما