____________________
موقنا أن ربه سبحانه لا يجوز أن يكون بصفة الكواكب، وإنما قال ذلك على سبيل الانكار على قومه، والتنبيه لهم على أن من يكون إلها معبودا لا يكون بهذه الصفة الدالة على الحدوث، ويكون قوله (هذا ربي) محمولا: إما على أنه كذلك في زعمكم، وإما على حذف حرف الاستفهام.
ورابعها: أنه عليه السلام إنما قال ذلك استخداعا للقوم يريهم قصور علمهم وبطلان عبادتهم لمخلوق تجري عليه أعراض الحوادث، فإنهم كانوا يعبدون الكواكب، وبعضهم يعبدون النيران، وبعضهم يعبدون الأوثان (1)، إنتهى ملخصا.
ولا يخفى ما يرد على الأولين من القدح في علوم الأنبياء ونقصانها سيما علم التوحيد، فإنه الفطرة التي فطر الناس عليها، ومن عرف نفسه فقد عرف ربه، فكيف يحتاج الخليل عليه السلام إلى النظر والتأمل في معرفة الخالق جل شأنه؟
نعم روى علي بن إبراهيم هذه القصة بسند صحيح عن الصادق عليه السلام، وفيها أنه سئل أبو عبد الله عليه السلام عن قول إبراهيم: (هذا ربي): أشرك في قوله (هذا ربي)؟ فقال: لا، من قال هذا اليوم فهو مشرك، ولم يكن من إبراهيم شرك، وإنما كان في طلب ربه، وهو من غيره شرك (2).
أقول: يمكن حمل هذا على التقية، لموافقته تفاسير العامة، وإن أمكن أن يقال: إن معنى قوله (وإنما كان في طلب ربه) يعني: لقومه، أو لأجل الاستدلال في مقام المناظرة، وإن كان عالما به.
1) هو بالتحريك الحفيرة تحت الأرض، وذكر أهل التفسير والتاريخ: أن إبراهيم عليه السلام ولد في زمان نمرود بن كنعان، وقيل لنمرود: إنه يولد في بلده
ورابعها: أنه عليه السلام إنما قال ذلك استخداعا للقوم يريهم قصور علمهم وبطلان عبادتهم لمخلوق تجري عليه أعراض الحوادث، فإنهم كانوا يعبدون الكواكب، وبعضهم يعبدون النيران، وبعضهم يعبدون الأوثان (1)، إنتهى ملخصا.
ولا يخفى ما يرد على الأولين من القدح في علوم الأنبياء ونقصانها سيما علم التوحيد، فإنه الفطرة التي فطر الناس عليها، ومن عرف نفسه فقد عرف ربه، فكيف يحتاج الخليل عليه السلام إلى النظر والتأمل في معرفة الخالق جل شأنه؟
نعم روى علي بن إبراهيم هذه القصة بسند صحيح عن الصادق عليه السلام، وفيها أنه سئل أبو عبد الله عليه السلام عن قول إبراهيم: (هذا ربي): أشرك في قوله (هذا ربي)؟ فقال: لا، من قال هذا اليوم فهو مشرك، ولم يكن من إبراهيم شرك، وإنما كان في طلب ربه، وهو من غيره شرك (2).
أقول: يمكن حمل هذا على التقية، لموافقته تفاسير العامة، وإن أمكن أن يقال: إن معنى قوله (وإنما كان في طلب ربه) يعني: لقومه، أو لأجل الاستدلال في مقام المناظرة، وإن كان عالما به.
1) هو بالتحريك الحفيرة تحت الأرض، وذكر أهل التفسير والتاريخ: أن إبراهيم عليه السلام ولد في زمان نمرود بن كنعان، وقيل لنمرود: إنه يولد في بلده