أعطنا الثياب، فقال: قولوا مع أنفسكم اننا أخذناها معنا لما دخلنا القبة الشريفة اما كان السادة يأخذونها منكم، فها أنا من السادة وأخذتها منكم من غير إهانة بكم، فقلنا له جزاك الله خيرا.
فرجعنا إلى بغداد وأتينا من بغداد إلى مشهد الكاظمين عليهما السلام، ثم أتينا إلى زيارة مولانا أبي عبد الله الحسين عليه السلام وكنت قد أخذت ترابا من عند رأس كل امام فأخذت من تراب رجلي الحسين عليه السلام ووضعته فوق ذلك التراب واكتحلت به، ففي ذلك اليوم قوي بصري على المطالعة، وصار أقوى من الأول، وكنت قد ألفت شرحا على الصحيفة الشريفة، فشرعت في إتمامه ذلك اليوم، والى الآن كلما عرض لي رمد أو غيره اكتحلت بشئ من ذلك التراب ويكون هو الدواء.
ولما قدمت إلى مشهد مولانا أمير المؤمنين عليه السلام وزرته، مددت يدي إلى تحت الفراش من عند رأسه المبارك لاخذ شئ من التراب، فجاءت في يدي درة بيضاء من در النجف فأخذتها، ولما خرجت قلت لاخواننا المؤمنين فتعجبوا وقالوا: ما سمعنا بأن أحدا وجد درة النجف في هذا المكان، بل هذا ملك أتى بها ووضعها في هذا المكان، وذلك أنه قبل ذلك التأريخ بأعوام كثيرة قد وجد واحد من الخدام درة في صحن الحوش، فأخذها منه المتولي وأرسلها إلى حضرة الشاه صفي لأنها وجدت في ذلك المكان، والحاصل أن تلك الدرة صنعناها خاتما وهي الان عندنا نتبرك بميامنها، وقد شاهدنا لتلك الدرة أحوالات عجيبة:
منها: أنني كنت لابسا ذلك الخاتم، فمضيت إلى مسجد الجامع في شوشتر، فصليت المغرب والعشاء وأتيت إلى المنزل، فلما جلست عند السراج ونظرت إلى فص الخاتم لم أره، وكان قد وقع في ذلك الليل، فضاق صدري وحزنت حزنا عظيما، فقال لي بعض تلامذتي: نأخذ سراجا ونروح في طلبه، فقلت لهم: لعله أن يكون قد وقع مني النهار وأنا اليوم مضيت إلى أماكن متعددة، فقلت لهم: توكلوا على الله واطلبوه، فأخذوا سراجا ومضوا فأول ما وضعوا السراج قرب الأرض لطلبه وجدوه، مع أنه بمقدار الحمصة، فعجب الناس من هذا، فلما بشروني تخيلت أن أموال الدنيا وهبت لي، والحمد لله هو الآن موجود.
ولما فرغنا من الزيارة شرعنا في زيارة الأفاضل والمجتهدين والمباحثة معهم