____________________
أرادوا أن يضيفوا إلى ذلك التعظيم له والاعتراف بانعامه عليهم بالتعليم، وا ن جميع ما يعلمونه إنما هو من جهته وإن هذا ليس من جملة ذلك، وإنما سألهم سبحانه عما يعلم أنهم لا يعلمونه ليقررهم على أنهم لا يعلمون إلا ما علمهم الله، وليرفع به درجة آدم عليه السلام عندهم بأنه علمه ما لا يعلمون.
وقوله (إنك أنت العليم) أي: العالم بجميع المعلومات، لأنه من صفات ذاته وهو مبالغة في العالم. وقيل: أنهم أثبتوا له ما نفوا عن أنفسهم، أي: أنت العالم من غير تعليم ونحن المعلمون.
وقوله (الحكيم) يحتمل أمرين: أحدهما أنه بمعنى العالم، لان العالم بالشئ يسمى حكيما به (1)، فعلى هذا يكون من صفات الذات مثل العالم ويوصف بها فيما لم يزل، لان ذلك واجب في العالم لنفسه. والثاني أن معناه المحكم لأفعاله، ويكون فعيلا بمعنى مفعل، وعلى هذا يكون من صفات الافعال، ومعناه أن أفعاله كلها حكمة وصواب، وليس فيها تفاوت ولا وجه من وجوه القبح، وعلى هذا فلا يوصف بذلك فيما لم يزل، وروي عن ابن عباس أنه قال: العليم الذي كمل في علمه، والحكيم الذي كمل في حكمته.
وفي هذه الآية دلالة على أن العلوم كلها من جهته تعالى، وإنما كان كذلك لان العلوم لا تخلو إما أن تكون ضرورية، فهو الذي فعلها، وإما أن تكون استدلالية، فهو الذي أقام الأدلة، فلا علم لاحد الا ما علمه الله تعالى (2).
1) الحقب: بالضم وبضمتين ثمانون سنة أو أكثر، والدهر والسنة أو السنون.
2) أي: صفات الامكان، أو التجسم، أو وصف الواضعين.
وقوله (إنك أنت العليم) أي: العالم بجميع المعلومات، لأنه من صفات ذاته وهو مبالغة في العالم. وقيل: أنهم أثبتوا له ما نفوا عن أنفسهم، أي: أنت العالم من غير تعليم ونحن المعلمون.
وقوله (الحكيم) يحتمل أمرين: أحدهما أنه بمعنى العالم، لان العالم بالشئ يسمى حكيما به (1)، فعلى هذا يكون من صفات الذات مثل العالم ويوصف بها فيما لم يزل، لان ذلك واجب في العالم لنفسه. والثاني أن معناه المحكم لأفعاله، ويكون فعيلا بمعنى مفعل، وعلى هذا يكون من صفات الافعال، ومعناه أن أفعاله كلها حكمة وصواب، وليس فيها تفاوت ولا وجه من وجوه القبح، وعلى هذا فلا يوصف بذلك فيما لم يزل، وروي عن ابن عباس أنه قال: العليم الذي كمل في علمه، والحكيم الذي كمل في حكمته.
وفي هذه الآية دلالة على أن العلوم كلها من جهته تعالى، وإنما كان كذلك لان العلوم لا تخلو إما أن تكون ضرورية، فهو الذي فعلها، وإما أن تكون استدلالية، فهو الذي أقام الأدلة، فلا علم لاحد الا ما علمه الله تعالى (2).
1) الحقب: بالضم وبضمتين ثمانون سنة أو أكثر، والدهر والسنة أو السنون.
2) أي: صفات الامكان، أو التجسم، أو وصف الواضعين.