بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٨٠ - الصفحة ١٩٥
أقول: يمكن أن يستدل لذلك بما رواه الكليني رفعه (١) إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: طلبة العلم ثلاثة وساق الحديث إلى أن قال: وصاحب الفقه والعقل ذو كآبة وحزن وسهر، قد تحنك في برنسه، وقال الليل في حندسه إلى آخر الخبر، وفيه أيضا ما ترى.
ولنرجع إلى معنى التحنك فالظاهر من كلام بعض المتأخرين هو أن يدير جزء من العمامة تحت حنكه ويغرزه في الطرف الآخر كما يفعله أهل البحرين في زماننا، ويوهمه كلام بعض للغويين أيضا، والذي نفهمه من الاخبار هو إرسال طرف العمامة من تحت الحنك وإسداله كما مر في تحنيك الميت، وكما هو المضبوط عن سادات بني الحسين عليه السلام أخذوه عن أجدادهم خلفا عن سلف، ولم يذكر في تعمم الرسول والأئمة عليهم السلام إلا هذا.
ولنذكر بعض عبارات اللغويين وبعض الأخبار ليتضح لك الامر في ذلك قال الجوهري: التحنك التلحي وهو أن تدير العمامة من تحت الحنك، وقال:
الاقتعاط شد العمامة على الرأس من غير إدارة تحت الحنك، وفي الحديث إنه نهى عن الاقتعاط وأمر بالتلحي، وقال: التلحى تطويق العمامة تحت الحنك، ثم ذكر الخبر، وقال الفيروزآبادي: اقتعط تعمم ولم يدر تحت الحنك، وقال: العمة الطابقية هي الافتعاط، وقال تحنك أدار العمامة تحت حنكه، وقال الجزري:
فيه إنه نهى عن الاقتعاط، هو أن يعتم بالعمامة ولا يجعل منها شيئا تحت ذقنه، و قال: فيه إنه نهى عن الاقتعاط وأمر بالتلحى، هو جعل بعض العمامة تحت الحنك والاقتعاط أن لا يجعل تحت حنكه منها شيئا وقال الزمخشري في الأساس: اقتعط العمامة إذا لم يجعلها تحت حنكه ثم ذكر الحديث، وقال الخليل في العين يقال: اقتعط بالعمامة إذا اعتم بها ولم يدرها تحت الحنك.
وأما الاخبار فقد روى الكليني في الصحيح عن الرضا عليه السلام في قول الله عز وجل ﴿مسومين﴾ (2) قال: العمائم اعتم رسول الله صلى الله عليه وآله فسد لها من بين يديه

(١) الكافي ج ١ ص ٤٩.
(٢) آل عمران: ١٢٥، ولفظ الآية: (ولقد نصر كم الله ببدر وأنتم أذلة - إلى قوله تعالى - الن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين * بلى ان تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين * وما جعله الله الا بشرى لكم) الخ.
والذي عندي أن العمامة كان يلبسها الناس تارة عند أسفارهم حفظا من الغبار والصعيد المرتفع من الجادة ألا يغبر رؤوسهم وأشعارهم ويتلثمون بها دفعا للغبار والتراب أن يدخل فمهم وخياشيمهم، وربما فعلوا ذلك لئلا يعرفهم الأعداء، وهذا ظاهر من شيمتهم. وقد يكونون يتعصبون بعصابة كالعمة لأجل الوجع وغير ذلك كما فعلوا ذلك بعد خروجهم من الحمام.
وأما عند الحرب، فقد كان علامة يعلم بها الشجعان والابطال كما قال الشاعر:
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا * متى أضع العمامة تعرفوني وربما يعلمون بريش النعام كما هو سيرة أبطال الأعاجم في الحرب وقد فعل ذلك حمزة سيد الشهداء في حرب أحد وأما الزبير وكان من الابطال تعمم بعمامة بيضاء، و أبو دجانة الأنصاري تعمم بعصابة حمراء، لم يعلم غيرهم الا رسول الله صلى الله عليه وآله، عممه الأصحاب حين خروجه من المدينة إلى أحد على ما صرح به الواقدي.
وأشار رسول الله صلى الله عليه وآله إلى علي عليه السلام أن يتعمم بعمامة الابطال، فتعذر باعوازه، فأمر أن يعلم رأسه بصوف، ففتل عليه السلام صوفا وعصب به رأسه كالعمامة امتثالا لامره صلى الله عليه وآله، والظاهر أنها كانت كالعمة الطابقية.
وعندي أنه - نفسي لروحه الفداء - كان يتهضم أن يعد نفسه في الابطال خصوصا مع صغر سنه، ما قرب العشرين من عمره وعدم خوضه غمرات الحروب بعد، حتى أنه صلوات الله الرحمان عليه لم يعلم رأسه بالعمامة ولا غيرها في غزوة الخندق، مع أنه قد شوهد منه يوم بدر ما لم يشاهد من سائر الابطال، وتثبته وربط جأشه في حرب أحد ومواساته للنبي صلى الله عليه وآله حتى قيل لا سيف الا ذو الفقار ولا فتى الا على.
لكنه لما - قام صلى الله عليه - إلى مبارزة عمرو بن عبد ود، أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله عمامته السحاب من رأسه الشريف - وكان معلما به - فعمم به عليا عليه السلام وأرسل طرفا منها إلى صدره وطرفا منها إلى خلفه وقال: هكذا تيجان الملائكة، يريد بذلك ما يجعل على الرأس علامة يعرف بها لا إكليل الملك، ولذلك قيل: العمائم تيجان العرب، والا فالعرب متى كانوا ملوكا حتى يكون تيجانهم العمائم، مع أنهم كانوا يلبسونها في الاسفار والغزوات والغارات والحمامات.
وأما في بدر، فلم يكن معشر المسلمين متخذين أهبة القتال، بل كانوا خارجين طلبا للعير يودون أن غير ذات الشوكة تكون لهم، فلم يتعلم بالعمامة يومئذ الا زبير بن العوام، ولما نزلت الملائكة نصرة لهم في زي الابطال مع العمائم البيض، كان يفتخر بذلك.
وإنما نزلت الملائكة كذلك ترعيبا لقريش، كما نزلت يوم حنين مع العمائم الحمر:
لما صف المسلمون مع قلة عددهم واعواز الأسلحة والفرس بينهم، توهمت قريش أن يكون للمسلمين كمين فبعثوا عمير بن وهب الجمحي فاستجال بفرسه حول العسكر ثم صوب الوادي وصعد الاتلال ورجع إليهم فقال: هم ثلاث مائة يزيدون قليلا أو ينقصون، ليس يرى لهم كمين ومدد، فتعجبت قريش من جسارة المسلمين مع هذه العدة والعدة كيف صفوا في مقابلهم وهم زهاء عشرة آلاف وأكثرهم الابطال، ولما اطمأنوا أن لا مدد للمسلمين تجرأ أبو جهل فقال: احملوا عليهم، ما هم الا أكلة رأس، ولو بعثنا إليهم عبيدنا لاخذوهم أخذا باليد.
فلما التقى الجمعان، وحمى الوطيس، نزلت خمسة آلاف من الملائكة مسومين، فتراءت في أعين المشركين أن جما غفيرا من الابطال معلمين بعلامة الشجعان انحدرت من أعلى الوادي كالسيل، يهجمون عليهم فلم قريش الا وأن هذا الجم الغفير من الشجعان كان كمينا للمسلمين ومددا لهم على قريش فصفروا استهم وانتفخ سحرهم وانهزموا مدبرين لا يلوون على شئ وهكذا تنزلت الملائكة يوم حنين معلمين بالعمائم الحمر وأرعبوا المشركين.
هذا شأن نزول الملائكة مسومين بتيجان العمائم علامة الابطال، الا أن الملائكة كانوا قد أرسلوا طرف العمامة ارسالا، وشأن العرب ومنهم قريش أنهم كانوا يعلمون بالعمائم يغتبطون اغتباطا، فنهى رسول الله عن كل عمة - إذا كانت العمة للغزو - الا بزى الملائكة: ونهى عن العمة الطابقية لذلك، وأما إذا لم يكن العمة للحرب، بل كان في السفر للحفظ عن الغبار والتراب الصاعد، فالسيرة المعروفة عندهم التلحى بالعمائم تحت الحنك وفوق اللحى شبه اللثام حائدا عن الغبار ومضاره، ولم يرد من نزول الملائكة ولا غيره ما ينافي هذه السيرة، الا ما أيدته الأخبار الكثيرة بأن رسول الله صلى الله عليه وآله أمر بالتلحى وإدارة العمامة تحت الحنك. فإذا تحرر محل النزاع ومحط الأحاديث وموارد الاخبار فعليك بمراجعة أخبار الباب.
(١٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 190 191 192 193 194 195 198 199 200 201 202 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * الباب السادس * الحث على المحافظة على الصلوات وأدائها في أوقاتها وذم اضاعتها والاستهانة 1
3 تفسير قوله تعالى: " في بيوت أذن الله أن ترفع " 3
4 في أن أول الوقت أفضل وما استثني منه 6
5 عقاب من أخر الصلاة المفروضة بعد وقتها 11
6 في استحباب تأخير الصلاة في شدة الحر 15
7 عقاب من تهاون بصلاته من الرجال والنساء 21
8 في قول الرضا (ع): في الديك الأبيض خمس خصال من خصال الأنبياء عليهم السلام 22
9 * الباب السابع * وقت فريضة الظهرين ونافلتهما 26
10 في ساعات الليل والنهار 26
11 في أن أول صلاة فرضها الله تعالى على العباد صلاة يوم الجمعة، ووقت صلاة... 30
12 بحث وتوضيح وتبيين وتحقيق في: أن يبلغ الظل ذراعا، والتحديد بالقدم 34
13 في أن لكل صلاة وقتين، وأقوال الأصحاب في ذلك 39
14 الأقوال في تأخير صلاة الظهر في شدة الحر 42
15 * الباب الثامن * وقت العشائين 49
16 بيان وتحقيق في أول وقت المغرب وآخرها 50
17 أول وقت العشاء وآخرها 53
18 ذم من أخر المغرب حتى تشتبك النجم من غير علة 60
19 في قول رسول الله (ص): لولا أن أشق على أمتي لاخرت العشاء إلى نصف الليل 63
20 * الباب التاسع * وقت صلاة الفجر ونافلتها 72
21 في وقت نافلة الفجر 73
22 أول وقت صلاة الفجر وآخرها 74
23 * الباب العاشر * تحقيق منتصف الليل ومنتهاه ومفتتح النهار شرعا وعرفا ولغة ومعناه 74
24 في قول الشيخ الطبرسي رحمه الله تعالى وإيانا في الليل والنهار 75
25 فيما قاله الشيخ رحمه الله في الخلاف 76
26 فيما قاله المفيد والسيد المرتضى والشهيد رحمهم الله وإيانا 78
27 فيما قاله النيشابوري والكفعمي والراغب الاصفهاني رحمهم الله 81
28 الاستدلال بالآيات 85
29 في ساعة ما هي من الليل ولا هي من النهار 107
30 في قول الصادق عليه السلام: لا بأس بصلاة الليل من أول الليل 120
31 في وقت صلاة الليل 123
32 الاخبار التي يوهم خلاف الآيات وبعض الروايات 134
33 فيما قاله العلامة المجلسي رحمه الله وإيانا في بيان الاخبار 136
34 في علامة زوال الليل في الشهور 141
35 * الباب الحادي عشر * الأوقات المكروهة 146
36 في الصلاة بعد الغداة وبعد العصر 148
37 تحقيق في الأوقات التي تكره فيها الصلاة 152
38 * الباب الثاني عشر * صلاة الضحى 155
39 في أن صلاة الضحى بدعة لا يجوز فعلها 158
40 * الباب الثالث عشر * فرائض الصلاة 160
41 في قول الصادق عليه السلام: فرائض الصلاة سبع: الوقت، والطهور،... 160
42 * أبواب لباس المصلي * * الباب الأول * ستر العورة، وعورة الرجال والنساء في الصلاة وما يلزمهما من الثياب فيها... 164
43 تفسير الآيات ومعنى قوله تعالى: " ولباس التقوى " 167
44 البحث في الصدف واللؤلؤ، والأقوال في وجوب ستر العورة 172
45 في فضل التزين للصلاة 175
46 في عورة الرجل والمرأة ومصداقها، وفي الذيل ما يتعلق بالمقام 177
47 في الأمة والنهي عن قناعها في الصلاة 181
48 ثمانية لا تقبل لهم صلاة 183
49 في ثوب الرقيق وكراهة الصلاة فيه 184
50 * الباب الثاني * الرداء وسد له، والتوشح فوق القميص، واشتمال الصماء، وادخال اليدين... 189
51 في الرداء ومعناه واستحبابه للصلاة، والبحث فيه 189
52 في العمامة والقول فيها والتحنك 193
53 في التوشح فوق القميص 201
54 تحقيق وتفصيل في الصماء والتوشح 203
55 في البرنس 211
56 * الباب الثالث * صلاة العراة 212
57 فيمن كان عريانا وجواز ستر العورة بالحشيش في الصلاة 212
58 * الباب الرابع * ما تجوز الصلاة فيه من الأوبار والاشعار والجلود وما لا تجوز 217
59 النهي عن جلود الدارش، وفيه بيان وشرح 217
60 الصلاة في الخز، وحقيقة الخز 218
61 الصلاة في شعر ووبر وجلد السنجاب والحواصل 225
62 في أن السباع قابلة للتذكية ولا تجوز الصلاة في جلودها 229
63 التزين بالذهب، وسن إنسان ميت وأعضائها 232
64 في جلود الميتة وفرو الثعلب والسنور والسمور والسنجاب والفنك والقاقم 234
65 * الباب الخامس * النهى عن الصلاة في الحرير والذهب والحديد وما فيه تماثيل، وغير ذلك ما... 238
66 في عدم جواز لبس جلد الميتة والحرير المحض 238
67 التماثيل في البيت والثوب 244
68 الخلخال المصوت للمرأة، ولبس السواد، وخاتم الحديد 249
69 * الباب السادس * الصلاة في الثوب النجس أو ثوب أصابه بصاق أو عرق أو ذرق، وحكم ثياب... 257
70 معنى قوله تعالى: " وثيابك فطهر " والبزاق في الثوب. 257
71 فيمن ليس معه إلا ثوب نجس 261
72 * الباب السابع * حكم المختضب في الصلاة 263
73 في قوله عليه السلام: لا يصلي ولا يجامع المختضب، ولا يختضب الجنب 263
74 * الباب الثامن * حكم النجاسة في الثوب والجسد وجاهلها وحكم الثوب المشتبه 265
75 فيمن الاستنجاء، ومن كان عليه ثوبان فأصاب أحدهما بول 265
76 * الباب التاسع * الصلاة في النعال والخفاف، وما يستر ظهر القدم بلا ساق 274
77 * أبواب مكان المصلي وما يتبعه * * الباب الأول * أنه جعل للنبي (ص) ولامته الأرض مسجدا 276
78 في قول رسول الله (ص): أعطيت خمسا لم يعطها أحد قبلي: جعلت لي الأرض... 276
79 جواز الصلاة في جميع بقاع الأرض إلا ما أخرجه الدليل 276
80 بيان في مكان المصلي: البيت والصحاري والبستان والأماكن المأذون في غشيانها 281
81 عدم جواز الصلاة في الملك المغصوب بين الغاصب وغيره وإشارة إلى من جوزه 282
82 * الباب الثاني * طهارة موضع الصلاة وما يتبعها من أحكام المصلي 285
83 في البيت التي لا تصيبها الشمس وأصابها البول وغيره 285
84 * الباب الثالث * الصلاة على الحرير أو على التماثيل، أو في بيت فيه تماثيل أو كلب أو خمر أو بول 288
85 في أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب ولا تمثال جسد ولا إناء يبال فيه 290
86 * الباب الرابع * ما يكون بين يدي المصلى أو يمر بين يديه واستحباب السترة 294
87 في كراهة السراج والنار بين يدي المصلي 294
88 في استحباب السترة في قبلة المصلي 300
89 في حد الدنو من مريض عنز، والمرور بين يدي المصلي 302
90 الوقوف في معاطن الإبل، ومرابط الخيل والبغال والحمير والبقر وبيوت... 303
91 * الباب الخامس * المواضع التي نهى عن الصلاة فيها 305
92 في قول الصادق عليه السلام: عشرة مواضع لا يصلي فيها 305
93 بيان في المنع عن الصلاة في الطين والماء والحمام والقبور 306
94 المنع من الصلاة في الطرق وقرى النمل ومعاطن الإبل ومرابض الغنم 308
95 المنع من الصلاة في مجرى الماء والثلج والبيداء وذات الصلاصل وضجنان 310
96 في وادي الشقرة، وعدم جواز الصلاة إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم 313
97 البحث في قبور الأئمة وزياراتهم والصلاة عندهم عليهم السلام 314
98 في قول رسول الله (ص): لا تتخذوا قبري مسجدا، ولا بيوتكم قبورا... 324
99 * الباب السادس * الصلاة في الكعبة ومعابد أهل الكتاب وبيوتهم 330
100 جواز الصلاة في البيع والكنايس 330
101 الصلاة في بيت فيه يهودي أو نصراني أو مجوسي والصلاة في جوف الكعبة... 332
102 * الباب السابع * صلاة الرجل والمرأة في بيت واحد 334
103 الأقوال في محاذاة الرجل والمرأة في الصلاة 335
104 * الباب الثامن * فضل المساجد وأحكامها وآدابها، وفيه: آيات، و: أحاديث 339
105 تفسير الآيات، وتفسير قوله تعالى: " ومن أظلم ممن منع مساجد الله " 340
106 في بناء المسجد وتخريبها، والبيع والكنايس 345
107 في قول رسول الله (ص): جنبوا مساجدكم مجانينكم وصبيانكم ورفع أصواتكم.. 349
108 في محاريب المسجد 352
109 فيمن سبق إلى مكان المسجد أو المشهد 355
110 المساجد المباركة والمساجد الملعونة في الكوفة 360
111 ثلاثة يشكون في القيامة 368
112 الصلاة في المساجد المصورة 388