أتينا فقال عليه السلام: حملت بك أمك في زمان قحط، وكانت تقول: إنك حمل ميشوم ثم بعد سبعة أشهر رأت في نومها أنها قد وضعتك وهي تقول لك ذلك وإنك تقولين لا تشأمي في، فإني ولد مبارك يملكني سيد يولدني ولد، يكون للحنفية فخرا.
قالت: صدقت أنى لك هذا؟ قال: من رسول الله صلى الله عليه وآله، قالت: فما العلامة بيني وبين أمي؟ قال: لوح في عقيصتك قد كتبت فيه رؤياها وكلامك ثم دفعته إليك لما بلغت عشر سنين، وقالت: اجهدي أن لا يملكك إلا من يخبرك به فأخرجت اللوح بين الناس فملكها علي دون غيره بما ظهر من حجته وروي أنه حملها إلى أم سلمة فلما ورد أهلها خطبه منهم وتزوجها.
على أنه قد قيل بجواز نكاح سبي الكفار، وإن سباهم من لم يكن إليه:
سبيهم، وهذا يسقط السؤال عندكم.
قالوا: جلس في مجالسهم مباشرا لأشوارهم قلنا: لا بل كان يجلس في المسجد وليس هو مختصا بهم وكان يتفق الاجتماع معهم، ولو سلم أنه قصد ذلك فإنما كان ليردهم عن خطائهم، وقد رجعوا في مواضع إلى قوله عن آرائهم، ودخوله في أشوارهم ليرشدهم إلى ما يشذ من أمر الدين عنهم، أو لينهاهم عن ما يمكنه من مناكرهم.
قالوا: أخذ عطاهم، قلنا: له أخذه لأنه أحق به من حيث عموم ولايته.
فصل قالوا: أنكح عمر ابنته، قلنا: قال المرتضى في كتابه الشافي: العقل لا يمنع إباحة نكاح الكفار، وإنما يمنع منه الشرع، وفعل علي أقوى حجة في أحكام الشرع على أنه لا يمتنع شرعا إنكاح الكافر قهرا لا اختيارا، وقد كان عمر على الاسلام ظاهرا وعمر ألح على علي وتوعده بما خاف علي على أمر عظيم فيه من ظهور ما لم يزل يخفيه، فسأله العباس لما رأى ذلك رد أمرها إليه فزوجها منه.
وقد أخرج ابن المغازلي الشافعي في مناقبه والبخاري في صحيحه أن عمر